Resumen de las Maravillas del Mundo

Ibn Wasif Shah d. 596 AH
36

Resumen de las Maravillas del Mundo

مختصر عجائب الدنيا

وجمع الله تعالى بين آدم وحواء عليهما السلام بجمع ، وتعارفا بعرفات.

** أول أولاد آدم عليه السلام ونسلهم هكذا إلى حين وفاته :

أول ما حملت حواء عليها السلام بقابيل ، وتوأمته أقليما ، وكانت تلد كل بطن توأما ، ثم ولدت هابيل وتوأمته ليودا ، فكان يشغل قابيل الحرث ، وهابيل رعي (1) الغنم ، فأراد هابيل أن يتزوج بأخت قابيل ، وقابيل بأخت هابيل ، وكانت أخت قابيل أجمل وأحسن من أخت (2) قابيل ، وقال : أنا أحق منه بها ، فأمرهما (3) آدم عليه السلام أن يقربا قربانا فمن قبل منه قربانه فهو أحق ، فعمد هابيل إلى أحسن غنمه وأسمنها فقربها ، وعمد قابيل إلى أخبث ما في زرعه ليقربه وكان ذلك يوم الجمعة بمنى ، فأقبلت النار وحملت قربان هابيل ، ولم تلتفت لقربان قابيل ، فغضب قابيل ، وهم بقتل أخيه ، فلما انصرفا من منى تحير في قتله ، فرأى إبليس ، ومعه طائر قد وضعه وشدخ رأسه بحجر ، فصبر إلى أن أخذ هابيل مضجعه عند غنمه / فأخذ حجرا وطرحه على رأسه فقتله ، وقد أصبح قابيل من النادمين ، وتحير كيف يواري أخيه ، فرأى غرابا يبحث في الأرض فواراه التراب ، وأنزل الله تعالى لآدم عليه السلام خيمة من خيام الجنة من ياقوتة حمراء نصبت له موضع الكعبة ، وبعد مائتين وثلاثين سنة من هبوطه ولد له شيث وتوأمته.

وقال أهل التاريخ : إن حواء ولدت مائة وعشرين بطنا.

وأمر آدم بكتب الصحف ، وعلم دبغ الجلود وعمل المداد ، والكتابة ، وكتب ما أنزل الله تعالى من الصحف ، وعلم جميع الأسماء واللغات وحساب الأزمنة ، ومسير الكواكب ، وسأل الله أن يريه مثال الدنيا وما فيها من خير وشر ، فرأى برا وبحرا ، فنظر وتأمل ، فعلم من يسكنها ويملكها من ولده وولد ولده مثل ذلك له كله حتى أنه أري صور الأنبياء عليهم السلام . ولما كثر ولده وولد ولده أمره الله تعالى أن يأمرهم وينهاهم ، وحين أرسله الله إلى ذريته كان عمره سبعمائة وسبعين سنة ، وأمره الله تعالى أن يسند وصيته عند وفاته لولده شيث عليه السلام ، وأن يعلمه جميع العلوم التي علمها.

وكان سبب وفاته عليه السلام لما انصرف هو وبنوه من الزراعة ، وكان قد توعك في بدنه حم ومرض إحدى وعشرين يوما ، وجعلت الملائكة عليهم السلام تخلف إليه ، فتزوره ، وقد اشتهى قطفا من عنب الجنة ، فوجه بعض بنيه لمن لقيه من الملائكة أن يأتيه بقطف من الجنة ، فهو في الطريق إذ لقيه جبريل عليه السلام ، فعزاه وقال : ارجع فإن

Página 45