298

Resumen de las Maravillas del Mundo

مختصر عجائب الدنيا

فقال المأمون : ليس هذا بعجب.

فقال الأعرابي : وقد عزمت على الحج في هذا العام.

فقال له : يا أخ العرب الطريق أمامك.

فقال : أطلب الزاد والراحلة.

قال : تلقى ما تريد بالسوق.

فقال الأعرابي : السوق يطلب المال وأنا رجل فقير.

فقال : إن كنت فقيرا فلا يلزمك الحج.

فقال : يا أمير [المؤمنين] ، أنا جئتك أستفتيك أم جئتك أطلب نائلك وبرك؟

قال : فضحك منه المأمون وأمر له بما يكفيه ذهابا وإيابا.

** ومما حكاه الأصمعي :

قال : طلبني الرشيد ليلة وقد أرق من نومه فقال لي : حدثني بما وقع لك من الغرائب.

فقلت : يا أمير [المؤمنين] كنت في العام (1) الماضي بالبصرة ، فجاء حر شديد وسط النهار وأنا مار في بعض أزقتها ، فدخلت دربا لأستظل فيه ، غير نافذ ، وإذا في صدر الدرب دكة عظيمة وفوقها شباك (2) من نحاس أصفر ، فجلست على الدكة لأستريح وإذا كلام لطيف من داخل الشباك ، وإذا واحدة تقول : هذا رجل جلس على دكتنا ، وشمائله تنبىء عن فضل وفهم ، فدعوه يحكم بيننا.

وإذا قائل يقول : رضينا.

ففتح الشباك ، وخرج منه معصم أضاء منه الدرب ، وفي يدها ورقة ، ثم قالت : يا سيدي عظم الله شأنك إنا ثلاث أخوات وقد عملنا (3) أبياتا من الشعر ، ووضعنا رهانا (4)، وقد رضيناك حكما بيننا ، فانظر أيها (5) الأحسن والأفصح والأغرل ، فاحكم الغالب منا.

قال : فتناولت الورقة وإذا فيها ما كتبوه مما نظموه ، فقرأته وتأملته وطلبت الدواة وكتبت ما ظهر لي الصواب فيه. فكتبت أقول :

Página 307