280

Resumen de las Maravillas del Mundo

مختصر عجائب الدنيا

فقال : بعثت بها إلى ابنة عمي أم البنين ، وقالت : ما جلوسك مع هذا الذي يسفك الدماء ويستحل قتل المؤمنين وأنت في غلالة وهو في سلاحه؟

فأرسلت إليها : إنه الحجاج.

فراعها فقالت : ما أحب أن يخلو بك ، وهو قاتل الخلق.

فقال الحجاج : دع عنك يا أمير [المؤمنين] فاكهة النساء بزخرف الأقاويل ، فإنما المرأة ريحانة وليست بقرمانة ، فلا تطلعهن (1) على سرك ، ولا تطل الجلوس عندهن ، ولا تشاورهن فإن ذلك أوفر لعقلك.

ثم خرج الحجاج ودخل أمير [المؤمنين] على ابنة عمه ، فأعلمها بمقالة الحجاج.

فقالت : يا أمير [المؤمنين] مره (2) غدا بالتسليم علي.

فقال : نعم.

فلما كان من الغد ، دخل الحجاج.

فقال له : سر يا أبا محمد ، فسلم على أم البنين.

فقال : اعفني يا أمير [المؤمنين].

فقال : لا بد من ذلك.

فمضى إليها ، فحجبته طويلا فلم (3) تأذن له بالدخول ثم أذنت له.

فدخل فمكث واقفا طويلا ولم تأذن له بالجلوس ، ولم تخاطبه من وراء سترها ، بعد ذلك قالت : يا حجاج ، أنت الممتن على أمير [المؤمنين] بقتل ابن الزبير ، وابن الأشعث؟!

أما والله لو لا علم الله أنك أهون خلقه وأبغضهم إليه لما ابتلاك برمي الكعبة بالمنجنيق وهدمها وسفك الدماء فيها وقتل ابن الزبير ، وهو ابن ذات النطاقين ، وأول مولود ولد في الإسلام. وأما ابن الأشعث فقد توالت عليك الهزائم لو لا ما نصرك أمير [المؤمنين] بجيش الشام. فما حملك يا ابن حافر الآبار بأن تشير على أمير [المؤمنين] بترك لذاته ، والامتناع من بلوغ أوطاره من نسائه؟ أتحسبه كنفسك الكافرة؟ أو نحن كمثل أملك اللخناء الوضيعة النسب؟ فلله در الشاعر حين يقول فيك شعر :

/ أسد علينا وفي الحروب نعامة

فزعا تفزع من صفير الصافر

Página 289