254

Resumen de las Maravillas del Mundo

مختصر عجائب الدنيا

ثم قال : أتدري لماذا وهبتكها؟

قلت (1): لا أدري.

قال : إنها في هذه الليلة أغضبتني ، فأردت عقوبتها بك ، ثم رحمتها لشدة بكائها وحرقتها ، فاشتريتها منك.

ثم قال لها : هلا (2) قلت شيئا في ذلك؟ فأنشدت ارتجالا :

لو يمسخ الخنزير مسخا ثانيا

لرأيته من دون قبح الأصمعي

** وغير ذلك مما وقع للكنتيجي مع المتوكل على الله مما هو متعلق بحسن التوكل على الله :

قال : ضاق حالي حتى لم يبق لي شيء أملكه سوى جارية لا يمكن بيعها. فدخلت دار المتوكل عازما أسأله شيئا ، فلما دخلت الدهليز لم تطاوعني نفسي السؤال ، قال : فحضرني أبيات ، فأخرجت الدواة وكتبت على الحائط هذه الأبيات :

الرزق مقسوم فأجمل في الطلب

يأتي بأسباب ومن غير سبب

قال : ثم رجعت من حيث أتيت. فركب المتوكل من ساعته ومعه وزيره (3) الفتح ابن خاقان ، فمر على الكتابة وقرأها. ثم سأل من هناك عن من كتبها؟

فقيل : إنه الكنتيجي في هذه الساعة.

فقال : يصرف له بدرتين.

فحملوا إليه من ساعته. وهذا من حسن التوكل والإخلاص فيه وغير ذلك.

وقال المغيرة بن شعبة : أحب الإمرة (4) / لثلاث خصال : لرفع مقام الأحباب ، وهدم عز الأعداء ، وقضاء المهمات لنفسي وإخواني.

وأكرهها لثلاث : لروعة البريد ، وذل العزل ، وشماتة الأعداء.

Página 263