بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين نقلت من كتاب مختصر البصائر تأليف سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي (رحمه الله).
[/ 1] عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان أو غيره، عن بشير الدهان، عن حمران بن أعين، عن جعيد الهمداني (1) - وكان جعيد ممن خرج مع الحسين بن علي (عليهما السلام) فقتل (2) بكربلاء - قال: قلت للحسين بن علي (عليهما السلام): بأي حكم تحكمون؟ قال: " يا جعيد بحكم آل داود، فإذا أعيينا عن شئ تلقانا به روح القدس " (3).
Página 61
[/ 2] موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن الحسن بن علي الوشاء قال: حدثني علي بن عبد العزيز، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجه عليا (عليه السلام) إلى اليمن ليقضي بينهم (1)، فقال علي (عليه السلام): " فما وردت علي قضية إلا حكمت فيها بحكم الله عز وجل وحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " فقال: " صدقوا ".
فقلت: وكيف ذاك ولم (يكن انزل) (2) القرآن كله، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غائبا عنه؟ فقال: " كان يتلقاه به روح القدس " (3).
[/ 3] أحمد بن محمد بن عيسى (4) وأحمد بن إسحاق بن سعيد، عن الحسن ابن العباس بن حريش (5)، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: " قال أبو جعفر
Página 62
محمد بن علي الباقر (عليه السلام): إن الأوصياء (عليهم السلام) محدثون يحدثهم روح القدس ولا يرونه، وكان علي (عليه السلام) يعرض على روح القدس ما يسأل عنه، فيوجس في نفسه أن قد أصبت الجواب، فيخبر به فيكون كما قال (1) " (2).
[/ 4] إسماعيل بن محمد البصري، قال: حدثني أبو الفضل عبد الله بن إدريس، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته (3) مرخى عليه ستره؟ فقال: " يا مفضل إن الله تعالى جعل في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة أرواح (4): روح الحياة وبها دب ودرج، وروح القوة فبها نهض وجاهد عدوه، وروح الشهوة فبها أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الإيمان فبها أمر وعدل، وروح القدس فبها حمل النبوة.
ولما قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انتقل روح القدس فصار في الإمام (عليه السلام)، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو (5)، والأربعة الأرواح تنام وتلهو (6)
Página 63
وتسهو (1)، وبروح القدس كان يرى ما في شرق الأرض وغربها وبرها وبحرها " قلت: جعلت فداك يتناول الإمام ما ببغداد بيده؟ قال: " نعم، وما دون العرش " (2).
[/ 5] موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان (3)، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل خلق الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) على خمسة أرواح: روح الايمان، وروح القوة وروح الشهوة، وروح الحياة، وروح القدس، فروح القدس من الله عز وجل، وسائر هذه الأرواح يصيبها الحدثان، وروح القدس لا يلهو ولا يتغير ولا يلعب، فبروح القدس يا جابر علمنا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى " (4).
[/ 6] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أبي الصباح الكناني،
Página 64
عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) * (1) فقال: " خلق (2) من خلق الله، أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبره ويسدده، وهو مع الأئمة (عليهم السلام) من بعده " (3).
[/ 7] عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا) * (4) قال: " لقد أنزل الله عز وجل ذلك الروح على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وما صعد إلى السماء منذ انزل، وإنه لفينا " (5).
[/ 8] عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (6)، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا
Página 65
عبد الله (عليه السلام) عن العلم ما هو؟ أعلم يتعلمه العالم من أفواه الرجال، أو في كتاب عندكم تقرؤونه فتتعلمون (1) منه؟ فقال: " الأمر أعظم من ذلك وأوجب (2)، أما سمعت قول الله عز وجل * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) * (3) (أكان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان "؟
فقلت: لا أدري جعلت فداك ما تقولون في ذلك؟ قال: " بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان) (4) حتى بعث الله تلك الروح التي ذكرها في الكتاب، فلما أوحاها الله إليه علم بها العلم والفهم، وهي الروح التي يعطيها الله من يشاء، فإذا أعطاها علمه (5) الفهم والعلم " (6).
[/ 9] حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول * (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) * (7) قال: " خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو مع الأئمة (عليهم السلام) يوفقهم ويسددهم وليس كل ما طلب وجد " (8).
Página 66
[/ 10] محمد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق إذا أخرجت الجوهرة منه اطرح الصندوق ولم يعبأ به ".
وقال: " إن الروح (1) لا تمازج البدن ولا تواكله (2)، وإنما هي كلل (3) للبدن محيطة به " (4).
[/ 11] حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ومحمد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن علي بن أسباط (5)، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل * (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده) * (6) فقال (عليه السلام): " جبرئيل الذي نزل على الأنبياء،
Página 67
والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم، يفقههم ويسددهم من عند الله، وأنه لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبهما عبد الله، واستعبد الخلق على هذا الجن والإنس والملائكة، ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا إنس ولا جان إلا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما خلق الله عز وجل خلقا إلا لعبادته " (1).
[/ 12] أحمد بن الحسين (2)، عن المختار بن زياد البصري، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر شيئا من أمر الإمام إذا ولد، فقال (عليه السلام): " استوجب زيارة (3) الروح في ليلة القدر "، فقلت له:
جعلت فداك أليس الروح جبرئيل (عليه السلام)؟ فقال: " جبرئيل (عليه السلام) من الملائكة، والروح خلق أعظم من الملائكة، أليس الله عز وجل يقول * (تنزل الملائكة والروح فيها) * (4) " (5).
[/ 13] وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع (6)، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:
Página 68
الإمام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة علمه؟ فقال: " يورث كتبا ويزداد في كل يوم وليلة ولا يوكل إلى نفسه " (1).
[/ 14] حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام): أخبرني عن الإمام متى يعلم أنه إمام، أحين يبلغه أن صاحبه قد مضى (2)، أو حين يمضي؟ (مثل أبي الحسن (عليه السلام) قبض ببغداد وأنت هاهنا، قال:
" يعلم ذلك حين يمضي) (3) صاحبه " قلت: بأي شئ؟ قال: " يلهمه الله عز وجل ذلك " (4).
[/ 15] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن محمد ابن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " لما قضى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبوته واستكمل أيامه، أوحى الله عز وجل إليه: يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت (5) أيامك، فاجعل العلم الذي عندك، والإيمان، والاسم الأكبر، وميراث العلم، وآثار النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه،
Página 69
فإني لن أقطع (العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم، وآثار) (1) علم النبوة من العقب من ذريتك، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء (عليهم السلام) " (2).
[/ 16] أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبيه، عن بريد بن معاوية (3)، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
* (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به) * (4) قال: " إنما (5) عنى أن يؤدي الإمام الأول منا إلى الإمام الذي يكون بعده الكتب والسلاح ".
Página 70
وقوله * (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) * قال: " إذا ظهرتم حكمتم بالعدل الذي في أيديكم " (1).
[/ 17] حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن موسى بن أكيل (2) النميري، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) * (3) قال: " يهدي إلى الإمام (عليه السلام) " (4).
[/ 18] حدثنا المعلى بن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن جمهور العمي (5)، عن سليمان بن سماعة، عن عمر بن القاسم الحضرمي (6)، عن أبي بصير
Página 71
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إن الإمام يعرف نطفة الإمام التي يكون منها إمام بعده " (1).
[/ 19] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن الحكم ابن مسكين، عن عبيد بن زرارة وجماعة (من أصحابنا) (2) قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من الإمام (3) " (4).
[/ 20] حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن ذريح المحاربي (5)، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام ) يقول: " إن أبي ونعم الأب صلوات الله
Página 72
عليه كان (1) يقول: لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم وهم أهل لذلك (لحدثت بما لا يحتاج) (2) فيه إلى النظر في الحلال والحرام وما يكون إلى أن تقوم القيامة " (3).
[/ 21] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أو عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلنا له: الأئمة بعضهم أعلم من بعض؟ فقال: " نعم، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد " (4).
[/ 22] حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمام فسمع كلام الحسن والحسين (عليهما السلام) قد علا، فخرج إليهما فقال لهما: " مالكما فداكما أبي وأمي "؟ فقالا:
" اتبعك هذا الفاجر - يعنون ابن ملجم لعنه الله - فظننا أنه يريد أن يقتلك (5) "، فقال:
Página 73
" دعاه فوالله ما أجلي (1) إلا له " (2).
[/ 23] أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي محمود (3)، عن بعض أصحابنا قال: قلت للرضا (عليه السلام): الإمام يعلم إذا مات؟ فقال: " نعم (4)، حتى يتقدم في الأمر " قلت: علم أبو الحسن صلى الله عليه بالرطب والريحان المسمومين اللذين بعث بهما إليه يحيى بن خالد؟ فقال: " نعم " قلت: فأكله وهو يعلم؟ فقال: " أنسيه (5) لينفذ فيه الحكم " (6).
Página 74
[/ 24] عبد الله بن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن عبد الله بن مسافر (1) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) في العشية التي اعتل فيها من ليلتها - وهي الليلة التي توفي فيها -: " يا عبد الله ما أرسل الله نبيا من أنبيائه إلى أحد حتى أخذ عليه ثلاثة أشياء "، قلت: أي شئ هي يا سيدي؟ قال: " الإقرار له بالعبودية والوحدانية، وإن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، ونحن قوم أو نحن معشر إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه " (2).
[/ 25] أيوب بن نوح (3)، عن محمد بن إسماعيل (4)، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكرت خروج الحسين بن علي (عليهما السلام) وتخلف ابن الحنفية (5)
Página 75
عنه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا حمزة إني سأحدثك في هذا الحديث لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا: إن الحسين بن علي (عليهما السلام) لما مثل متوجها دعا بقرطاس فكتب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم أما بعد: فإنه من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يدرك الفتح والسلام " (1).
[/ 26] وعنه عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عمران، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لما كانت الليلة التي وعد بها علي بن الحسين (عليهما السلام) قال لمحمد بن علي ابنه: يا بني أبغني (2) وضوءا، قال أبي: فقمت فجئته بوضوء فقال: لا نبغ هذا فإن فيه شيئا ميتا، قال: فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة، فجئته بوضوء غيره، فقال: يا بني هذه الليلة التي وعدت بها، فأوصى (3) بناقته أن يحضر لها عصام ويقام لها علف فحصلت لها ذلك،
Página 76
فتوفي فيها صلوات الله عليه.
فلما دفن (عليه السلام) لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها (1) القبر ورغت (2) وهملت عيناها، فاتي محمد بن علي (عليهما السلام)، فقيل له: إن الناقة قد خرجت إلى القبر، فأتاها فقال: مه، قومي الآن بارك الله فيك، فثارت حتى دخلت موضعها، ثم لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها القبر، ورغت وهملت عيناها، فاتي محمد بن علي (عليهما السلام) فقيل له: إن الناقة قد خرجت إلى القبر، فأتاها فقال: مه، الآن قومي فلم تفعل، فقال: دعوها فإنها مودعة، فلم تلبث إلا ثلاثة أيام حتى نفقت، وإنه كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط بالرحل، فلم يقرعها قرعة حتى يدخل المدينة ".
وروي: " إنه حج عليها أربعين حجة " (3).
[/ 27] عنه وإبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): الإمام يعلم متى يموت؟ قال: " نعم "، قلت: فأبوك حيث بعث إليه يحيى بن خالد (4) بالرطب والريحان المسمومين علم به؟ قال: " نعم "، قلت: فأكله
Página 77
وهو يعلم فيكون معينا على نفسه؟! فقال: " لا، إنه يعلم قبل ذلك ليتقدم فيما يحتاج إليه، فإذا جاء الوقت ألقى الله على قلبه النسيان ليمضي فيه الحكم " (1).
[/ 28] سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة (2) وعبد الله بن محمد، عن عبد الله بن القاسم، عن الحارث بن البطل، عن أبي بصير، أو عمن رواه عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أي إمام لا يعلم ما يصيبه، ولا إلى ما يصير أمره فليس ذلك بحجة الله على خلقه " (3).
[/ 29] يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم (4)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " مرض أبو جعفر (عليه السلام) مرضا شديدا فخفت عليه، فقال: ليس علي من مرضي هذا بأس، قال: ثم مكث (5) ما شاء الله ثم
Página 78
اعتل علة خفيفة فجعل يوصينا، ثم قال: يا بني أدخل علي نفرا من أهل المدينة حتى اشهدهم، فقلت له: يا أبة ليس عليك بأس، فقال: يا بني إن الذي جاءني فأخبرني أني لست بميت في مرضي ذلك هو الذي أخبرني أني ميت في مرضي هذا " (1).
[/ 30] وعنهما، عن محمد بن الفضيل، عن علي بن أبي حمزة الثمالي (2)، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: " والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم (عليه السلام) إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجة لله على عباده، فلا تبقى الأرض بغير إمام حجة الله على عباده " (3).
[/ 31] وعنهم عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) تخلو الأرض من عالم منكم حي ظاهر، يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال: " لا يا أبا يوسف وإن ذلك لبين في كتاب الله عز وجل وهو قوله * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * (4) اصبروا على دينكم، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم فيما أمركم وفرض عليكم " (5).
[/ 32] أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن حمران (6)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لو بقي على الأرض اثنان لكان أحدهما حجة
Página 79
على صاحبه " (1).
[/ 33] أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كتب أبو الحسن الرضا (عليه السلام) إلى أحمد بن عمر الحلال (2) في جواب كتابه:
بسم الله الرحمن الرحيم " عافانا الله وإياك بأحسن عافية، سألت عن الإمام إذا مات بأي شئ يعرف الإمام الذي بعده؟ الإمام له علامات منها: أن يكون أكبر ولده، ويكون فيه الفضل، وإذا قدم الركب المدينة قالوا: إلى من أوصى فلان؟ قالوا: إلى فلان بن فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، فكونوا مع السلاح أينما كان " (3).
[/ 34] عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت: تخلو
Página 80