وَحَيْثُ قَالُوا: (عَلَى مَا شَمِلَهُ كَلامُهُم) وَنحوُ ذَلِكَ ، فَهُوَ إِشارَةٌ إِلى التَبَرِّي مِنْهُ، أَوْ أَنَّهُ مُشْكِلٌ ، كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ ابنُ حَجَر في (( حاشِيَةِ فَتْح الجَوَادِ )) ، وَمَحَلُّهُ حَيْثُ لم يُنَبَّه عَلَى تَضْعِيفِهِ أَوْ تَرْجِيحِهِ ، وَإِلَّا خَرَجَ عَنْ كَوْنِهِ مُشْكِلاً إِلَی ما حَكَمَ بِهِ عَلَيْهِ.
وَحَيْثُ قَالُوا: (كَذَا قَالُوهِ) أَوْ (كَذَا قَالَهُ فُلانٌ)، فَهُوَ كَالَّذِي قَبْلَه.
وَإِنْ قَالُوا: (إِنْ صَحَّ هَذَا فَكَذَا)، فَظاهِرُهُ عَدَمُ ارْتِضَائِهِ ، كما نَبَّهَ عَلَيْهِ فِي الجَنَائِزِ مِنَ ((التحْفَةِ)).
وَإِنْ قَالُوا: (كما) أَوْ (لَكِنْ) ، فَإِنْ نبهوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى تَضْعِيفِهِ أَوْ تَرْجِيحِهِ فَلاَ كَلامَ، وَإِلَّا فَهُوَ مُعْتَمَدٌ.
فَإِنْ جُمِعَ بَيْنَهُما ؛ فَنَقَلَ الشَّيخُ سَعِيد سُنْبُل(١) عَنْ شَيْخِهِ الشَّيْخِ عِيد النُّمْرُسِي(٢)، عَنْ شَيْخِهِ الشَّوْبَرِيِّ(٣): أَنَّ اصْطِلاحَ (( التحْفَة )) أَنَّ
(١) سعيد سُنْبُل: هو مفتي مكة الفقيه الشافعي محمد سعيد بن محمد سُنْبُل المكي، تولّى الإِفتاء والتدريس في المسجد الحرام. توفي بالطائف سنة ١١٧٥هـ. له(( الأوائل السُنُبُلِيَّة )) (فهرس الفهارس، للكتاني ٦٦/١).
(٢) تصحّف في الأصل (عبد المصري) والتصويب من مصادر الترجمة، وهو الشيخ العالم الفقيه الشافعي عيد بن علي القاهري الأزهري الشهير بالنُمْرُسِي - بضمّ النون والراء بينهما ميم ساكنة - جاور في المدينة المنورة في آخر عمره. ودرّس بالحرم النبوي الشريف، وتوفي بها سنة ١١٤٠ هـ ودُفن بالبقيع (سلك الدرر، للمُرادي ٢٧٣/٣).
(٣) الشَّوْبَرِي: هو الفقيه الشافعي شمس الدين محمد بن أحمد المصري، تقدَّم ص ٧٨.