وميكائيل (عليهما السلام): إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر أخاه بتلك الزيادة؟
فسكتا.
فقال - سبحانه -: إهبطا إلى الأرض فاحفظا عليا حتى يصبح فإنه وقى محمدا رسولي بنفسه وفداه بمهجته (1).
NoteV00P081N119 ولما قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف صبرك - يا أبا الحسن - إذا فعلت بك قريش كذا وكذا، وعد عليه ما يلاقي بعده من كيدهم وشرهم ومكرهم وظلمهم إياه وغصبهم حقه.
قال: يا رسول الله! مع سلامة في ديني؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): مع سلامة في دينك.
قال: يا رسول الله! ليس هذا من مواطن الصبر والبلوى، بل من مواطن الرضا والبشرى (2).
فانظر - رحمك الله - إلى مقدار جلالة هذا الإمام وعلو درجته عند خالقه - تعالى - وتسليمه لقضاء ربه - عز وجل - وقدره، لم يحزنه ما أخبره به الرسول الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ربه، إذ هو ما ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى:
من حكم عدوه عليه.
وإستيثاره بخمسه، وحقه وحق زوجته، وخلافته ومنصبه الذي جعله الله له وحرمه على غيره.
Página 81