ولا يساوي بهم ولا يفضل عليهم، ومن فضل عليهم أحدا من خلق الله لم يعقد قلبه على معرفتهم المعرفة التي خصهم الله بها، ولا عرف منزلتهم من مولاهم المعطي الوهاب.
NoteV00P078N113 يدل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي! ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا (1).
وحكم الذرية الصالحة الشريفة حكم أمير المؤمنين (عليه السلام) وحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما تقدم، فما عرف فضلهم إلا الله، فهم خاصة.
NoteV00P078N114 ولما سألت الملائكة محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) حين عرج به عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا ملائكة ربي! أتعرفوننا حق معرفتنا؟ قالوا: فلم لا نعرفكم يا رسول الله وأنتم أول خلق خلقه الله، خلقكم أشباح نور من نوره - تعالى ذكره - وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتهليل وتكبير وتقديس وتمجيد، ثم خلق الملائكة، فلما خلقنا كنا نمر بأرواحكم فنسبح بتسبيحكم، ونحمد بتحميدكم، ونهلل بتهليلكم، ونكبر بتكبيركم، ونقدس بتقديسكم، ونمجد بتمجيدكم، فما نزل من عند الله فاليكم، وما صعد إلى الله فمن عندكم، إقرأ عليا منا السلام (2).
روي هذا الحديث عن أبي ذر (رضي الله عنه).
وإعلم أن الملائكة قالوا: ما وصل مقامهم إليه وعرفوه من فضل محمد وعلي وآلهما «صلوات الله عليهم أجمعين» وهو بنسبة الذي غاب عنهم يسير حقير.
NoteV00P078N115 يدل عليه قولهم (عليهم السلام): إن أمرنا صعب مستصعب; لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان (3).
وفي هذا الحديث كفاية لمكتف، وعبرة لمعتبر، وما يعقلها إلا العالمون.
Página 78