Selecciones de los Ensayos de Emerson
مختارات من مقالات أمرسن
Géneros
ومع ذلك فهذه الزخارف قد يكون لها جلالها وحصافتها. ولتكن هناك تماثيل تثير الضحك عند مداخل المعابد وأبهائها، بل ليكن للمذاهب والوصايا العشر الهزل الذي يحاكيها ويخضع لها ولو في سفاهة ووقاحة. إن صيغ الأدب تعبر في كل مكان عن فعل الخير بدرجة شديدة المبالغة. ألا يمكن أن تكون في أفواه المحبين لذواتهم، الذين يستخدمونها وسائل لأنانيتهم؟ وهلا يمكن أن يخرج الجنتلمان الكاذب أخاه الصادق من الدنيا؟ هلا يمكن أن يحاول الجنتلمان الكاذب أن يخاطب زميله في لباقة يستبعد بها كل من عداه من محيط حديثه، ويجعلهم يشعرون كذلك بالاستبعاد؟ إن الخدمة الحقيقية لا تفقد نبلها. ليس كل الكرم فرنسيا وهوائيا فحسب، ولا يصح أن يخفى أن الدم الحي وعاطفة الشفقة تميز في النهاية بين الجنتلمان الرباني والجنتلمان المصطنع. إن العبارة المكتوبة على قبر سر جنكن جروت ليست غامضة كل الغموض لأبناء العصر الحديث وهي: «هنا يرقد سر جنكن جروت الذي أحب صديقه وأغرى عدوه. ما طعمه فمه دفعت ثمنه يده، وما اغتصبه خدمه رده. إذا أمتعته امرأة أعانها في الألم. لم ينس أطفاله قط، ومن مس أصبعه جر وراءه جسده كله.» وحتى سلالة الأبطال لم تنقرض تماما. ما زال هناك شخص يدعو إلى الإعجاب في ثياب عادية، يقف على المرفأ، ويقفز إلى الماء لإنقاذ رجل غريق. ما زال هناك رجل يفتعل الأسباب لدفع الصدقات. هناك من يرشد ومن يعزي العبيد الآبقين. هناك من يحب بولندا، ومن يحب اليونان. هناك المتحمس الذي يزرع الشجر ليظلل الجيل الثاني والثالث من بعده، ومن يزرع بساتين الفاكهة في شيخوخته. هناك الورع المختفي تماما. هناك الرجل العادل ذو السمعة السيئة، والشاب الذي يخجل من فضائل الثراء. فيلقي بها جزعا على عواتق الآخرين. هؤلاء هم مراكز المجتمع، التي يدور عليها ليجد البواعث الجديدة. هؤلاء هم خالقو الطراز العصري، وهو محاولة لتنظيم جمال السلوك. إن الجميل والكريم كلاهما نظريا من رجال الكنيسة ورسلها. هم سبيو وسيد وسر فيليب سدني وواشنجطن وكل قلب نقي باسل ممن قدس الجمال قولا وعملا.
إن الأشخاص الذين تتألف منهم الأرستقراطية الطبيعية لا يوجدون في الأرستقراطية الواقعية، أو هم حافتها فقط، شأنهم في ذلك شأن الطاقة الكيماوية للطيف الضوئي تكون على أشدها خارج الطيف قليلا. ومع ذلك فإن كبار الحجاب لا يعرفون مليكهم عندما يظهر لما في نفوسهم من خور. إن نظرية المجتمع تفترض وجود هؤلاء كما تفترض سلطانهم. إنها تتكهن بمقدمهم من بعيد، وهي تنشد مع الآلهة القدامى:
كما أن السماء والأرض يفوقان جمالا
الهيولى والظلام المطلق، ومنهما انبعثا،
وكما نفوق هذه السماء وتلك الأرض تماسكا وجمالا
من حيث الشكل والصورة،
فكذلك يأتي في إثرنا كمال جديد،
قوة، أشد جمالا، وقد تولدت عنا،
وقدر لها أن تبزنا نورا
كما نبز ذلك الظلام القديم جلالا،
Página desconocida