وجرداَء شقاَء خيفانةٍ ... كظلِّ العقابِ تلوكُ اللجامَا
شقاءُ: طويلة. الخيفانة: الجرادةُ إذا صار فيها خطوط مختلفة.
ويومُ النسارِ ويومُ الجفا ... ر كانا عذابًا وكانَا غراما
الغرام: اللازم.
فأمَّا تميمٌ، تميمُ بنُ مرٍّ، ... فألفاهمُ القومُ روبى نياما
قوم روبى: خثراءُ الأنفس. وقد رابت نفسُه تروبُ.
وأما بنو عامرٍ بالنسارِ ... غداةَ لقوا القوم كانوا نعاما
قال أبو محمد الأخفش: غزار بشر بن أبي خازم طيئًا، فأغار على بني نبهان، فجرح فأثخن، وهو يومئذ يحمي أصحابه. وإنما كان في بني والبة، فأسره بنو نبهان فخبؤوه كراهة أن يبلغَ خبره أوس بن حارثة، فسمع أوسٌ أنه عندهم فكتموه؛ فآلى أن يدفعوه إليه، وكانوا يخافون أن يقتله.
فلما أبوا عليه أعطاهم مائتي بعير وأخذه وأوقد له نارًا ليحرقه.
قال: وحدثني بعض بني أسد قال: لم تكن نارٌ، ولكنه أدخله في جلدِ بعير حين سلخهُ. وقيل في جلد كبش، ثم تركه حتى جف عليه، فصار فيه كأنه عصفورٌ. فبلغ ذلك أمه سعدى بنت حصن، وهي من طيء من سادتهم، فخرجت إليه، فقالت: ما تريدُ أن تصنع؟ فقال: أحرقُ هذا الذي شتمنا. فقالت: قبح الله قومًا يسودونكَ أو يقتبسونَ من رأيك! واللهِ لكأنما أخذت به رهدنًا، والرهدن: طائر أصغر من العصفور؛ أما تعلم ما منزلته في قومه؟ أو ما تعلم أنه هجاك في بني بدر!
خل سبيله وأكرمه؛ فإنه لا يغسل عنك ما صنع غيره وأيم اللهِ لو فعلت
2 / 24