El mar, el atardecer y otras historias: selecciones de cuentos de Yukio Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Géneros
وهو كذلك يزين منزله بروبابيكا من التحف الغربية القديمة التي جمعها من خلال الشراء بمبالغ ضئيلة، مما يجعل المنزل ضيقا بها، ويأتي ذلك فوق أرضية من بلاط أرضي من طراز رقعة الشطرنج باللونين الأخضر والأبيض، على نحو ما يظهر في مجلة «سانبون» للتصاميم المعمارية، وهو ما يجعلك تعتقد أن صالونا للحلاقة تحول كما هو فجأة إلى محل لبيع الخردوات القديمة.
في الواقع كلما بحثت في تفاصيل المعلومات التي جمعتها لي إدارة التحرير، كان من الصعب علي معرفة هل هو يحمل إحساسا مرهفا بالجمال؟ أم هو إنسان خام غليظ الحس تماما تجاه ما يسمى بالتوافق؟ هذه النقطة غير معروفة إطلاقا. إذا كان يحب التوافق، فهو يحب أيضا التباين القوي، ورغم أنه من الأفضل الانحياز إلى أحدهما، فإنه وبسبب طمعه، يحاول الجمع بين حب الأمرين معا. ألا يدل هذا على أنه هو نفسه أصبح لا يعلم من أمر نفسه شيئا؟!
ويبدو أن كرهه للبشر قد ازداد سوءا تدريجيا مع مرور السنين، وفي نفس الوقت قويت مشاعر الوحدة عنده، وسمعته مؤخرا أنه أصبح في الواقع إنسانا يصعب التعامل معه. يا للمسكين! هذا الروائي الذي تربى تربية أرستقراطية مدللة، بدأت عينه تتفتح تدريجيا على قاع هذا العالم البائس، وبعد أن تفتحت عيناه، أصبح له ميل لنبذ كل شيء، يرفض هذا ولا يرضى بذاك. ولذا فشخص بهذه المواصفات لا ضرورة إطلاقا لسماع فلسفته التشاؤمية بشكل جدي، يكفي فقط أن تستمع له وأنت تقول له موافقا: أجل ... أجل.
الشخص الذي يريد أن يرى وجهه سعيدا سعادة حقيقية (طبعا هذا الحديث بافتراض وجود شخص رديء الذوق لهذه الدرجة)، فليذهب ليشاهده بعد أن ينتهي من ممارسة تمارين كمال الأجسام أو رياضة الكندو، وقد أخذ دشا ، ثم بدأ يستمتع بشرب الكوب الأول من البيرة. في حالته النفسية تلك ، لو أتيت أنت لتتطفل عليه وتحاول أن توجه له حديثا في الأدب مثلا، فلا أدري كيف سيقوم بتعنيفك، بأسلوب في غاية التعجرف والبرود.
أما من يقول: «إذا كان يحب الرياضة لهذه الدرجة ويكره الأدب، فلماذا لا يهجر الأدب سريعا ويتحول إلى لاعب رياضي؟» فهو شخص معدوم الإحساس. فأولا إنه لا يمتلك تلك الموهبة التي تجعله قادرا على أن يصبح لاعبا رياضيا، وفي الأصل الوقت متأخر جدا لفعل ذلك؛ ولهذا فهو كل ليلة يلوك الأدب الذي يفترض أنه يكرهه، ويقضي الليالي ساهرا حتى الصباح مستمرا في كتابة الروايات على مدى ما يقرب من عشرين عاما. ومهما لاقى في ذلك من محن ومتاعب لمرات عديدة؛ فهو مستمر في كتابة الروايات دون أن يتعظ. وكلما استمر في الكتابة أصبحت رواياته أكثر صعوبة، مما يجعله يستشيط غضبا، ثم يفرغ غضبه في تناول البوفتيك.
عند التمعن في صفات هذا الرجل، ومن خلال كتاباتي عن شخصيات الرجال التي داومت عليها حتى الآن، ربما يبدو لي أنه إنسان عبثي من الدرجة الأولى، ولكنه كذلك رجل من الرجال. وربما في المستقبل القريب يستطيع القيام بعمل هائل للغاية. فلنراقبه مع القراء بصبر وأناة.
يوكيو ميشيما وأزهار الكرز
بقلم المترجم: ميسرة عفيفي
زهرة الكرز (الساكورا باللغة اليابانية) هي الزهرة المفضلة لدى اليابانيين؛ ولذا يعتبرها الكثيرون معلما من معالم اليابان، رغم أن وجودها لا يقتصر على اليابان فقط.
وتعتبر أشجار الكرز التي تتميز بزهرتها تلك نوعا عجيبا من الأشجار، فهي من الأشجار المعمرة التي تعيش لعدد كبير من السنين، ولكن العجيب فيها هو أن زهورها تظهر قبل أوراقها. ففي بداية الربيع تكون الزهرة هي أول ما ينبت فوق الأغصان الجافة التي قضت شتاء طويلا عارية من الأوراق. ولكن لا تلبث تلك الزهور أن تتساقط سريعا بعد أن تصل إلى أوج تفتحها وجمالها وقبل أن تظهر أوراق الشجرة. ولا تتعدى الفترة من ظهور زهرة الكرز إلى سقوطها مدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع هي ذروة فصل الربيع في اليابان. وبعد سقوط الأزهار أو تقريبا في ذات الوقت تنبت الأوراق، ثم في الصيف تبدأ الثمار (في النوع المثمر منها؛ إذ أن أشجار الكرز يزيد عدد أنواعها على الأربعمائة نوع، وأغلبها غير مثمر فهو للزينة فقط)، وهي فاكهة الكريز في النضوج، حتى يأتي الخريف فتسقط الأوراق لتصبح أجمل الأشجار عجفاء يابسة، لا تحتوي إلا على أغصان جافة طوال فصل الشتاء، ومع بداية الربيع تعيد الحياة دورتها مع أشجار الساكورا.
Página desconocida