El mar, el atardecer y otras historias: selecciones de cuentos de Yukio Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Géneros
هكذا أجاب الرسام ببطء. - «وذلك لأنه لا خلاف على أنك كنت رغم ذلك نقيا.» - «نقيا؟»
قال سيئتشي ذلك وهو يصر على أسنانه بشكل غاضب. - «ثم بعد ذلك ذهبت مرة أخرى هاربا إلى سينداي، وهناك تم إلقاء القبض علي، وعدت إلى أوميا مكبلا بالقيد في يدي. عندما نزلت من القطار البخاري، جريت هاربا، وتخطيت خطوط القطارات الكثيرة تلك، وجريت بكل طاقتي. وعندما اعتقدت أن الأمر أصبح على ما يرام، وجدت أمام عيني شرطيا متحفزا لي.
تم وضعي بعد ذلك في مؤسسة مراقبة الأحداث في مدينة أوراوا، وبعد أسبوع نقلت إلى مؤسسة أحداث مدينة هارونا. وقضيت هناك ستة أشهر. عند دخولي تم ضربي من الجميع بالأغطية، وكنت على وشك الموت. وبعد فترة كان عدد من الفتيان الأقدم يعدون خطة للهروب. ولقد ذهبت معهم حتى خارج السور، لكن كان الظلام دامسا أمام عيني تماما مما جعلني أتجمد، وأصبح جسمي مثل لوح من حديد، وأحسست بمن يدفعني للعودة. ساعتها عدت أنا وثلاثة من الرفاق. وبعدها أصبحت نموذجا لنزيل إصلاحية مثالي.
ولكن بعد خروجي أيضا، لم يأت أبي لاستقبالي، ولم يسمح لي بدخول المنزل. ما باليد حيلة اضطررت إلى الاعتماد على صديق لي في منطقة إيكيجامي، وهناك سكنت في «هنجر» واشتغلت كعامل بناء. ولكن حتى النهاية لم أتناول أية مخدرات أو منشطات، فعندما كنت أرى رفاقي من مدمني الحقن وقد انقطع عنهم المخدر، وهم يحقنون ذلك بشكل يشبه الجنون ثم يغرزونها في أذرعتهم، قررت أن أبتعد تماما عن المخدرات بالذات.
عندما اشتدت الأمطار كنا ثلاثة أصدقاء، ذهبنا إلى حانة للشراب. وفقدت الوعي من السكر. وعندما أفقت كان الأصدقاء قد عادوا إلى منازلهم، فقامت السيدة مالكة تلك الحانة بالاعتناء بي. كانت السيدة في الخامسة أو السادسة والثلاثين من العمر، وكان زوجها يعمل بحارا على سفينة ولا يعود إلى المنزل إلا مرة أو مرتين في الشهر. ولقد فقدت عذريتي على يد تلك السيدة. وعندما عدت إلى المطعم سألني الشباب وهم يضحكون «لقد فعل بك أليس كذلك؟» الشباب السائل كان قد فعل بهم جميعهم على يد تلك السيدة مرة على الأقل.
عملت هناك لمدة حوالي ستة أشهر، ادخرت فيها أربعين ألف «ين»، ثم رجعت إلى أوميا. وعدت إلى المنزل بعد أن قام مدرسي في المدرسة بالتوسط لي والاعتذار لأبي، ووضعت ذلك المبلغ في المنزل. ومنذ ذلك الحين بدأت حياتي في الانتقال من امرأة إلى أخرى.»
استخدم سيئتشي كلمة «من امرأة إلى أخرى» بنبرة صوت متغيرة وكأنه قد حفظ ذلك من مكان ما. - «كنت أتنزه ليلا مع صديق في حدائق أوميا، في ليلة من ليالي أوائل الصيف، لمحنا فتى وفتاة يقومان بحركات مريبة. وكان من السهل علينا أنا وصديقي أن نتقمص دور الشرطة؛ لأننا ورغم أننا كنا في الثامنة عشرة من العمر فإن مظهرنا بدا أكبر سنا من ذلك. سألناهما عن الاسم وعنوان الإقامة، وسحب صديقي الفتى وأخذ منه خمسة آلاف «ين». ولأن الفتاة التي كانت من نصيبي، لم تكن تحمل معها نقودا بالفعل، فقد قررت أن أزورها في منزلها في اليوم التالي.
قمت في اليوم التالي بارتداء الزي الرسمي للمدرسة وحملت كتابا جادا، وزرت منزل الفتاة. جاءت الفتاة إلى مدخل المنزل وقد ازرق وشحب وجهها. صنعت بأصابع إحدى يدي علامة تنبيه لها، ثم دفعتها إلى الداخل وأنا أقول: «لقد جئت إلى هنا، لكي تعلميني شيئا في هذا الكتاب.»
بعد أن أخذت الفتاة الكثير من الوقت، عادت أخيرا ومعها ورقة بألف ين، وقد وضعتها فوق ركبتها داخل الكيمونو، وقد طبقتها كثيرا مثل فن طي الورق وأعطتها لي قائلة: «أنت بالتأكيد لا تعلم، ولكن أبي يعمل رجل شرطة.»
لقد اعتقدت أنها تكذب، ولكنها أرتني صورتها معه وهو بملابس الشرطة، وقد أصابني الدوار بسبب ذلك، وأسرعت بمغادرة المنزل. أن تكون بنت رجل الشرطة يا أستاذ، فذلك شيء له فائدة.»
Página desconocida