El mar, el atardecer y otras historias: selecciones de cuentos de Yukio Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Géneros
تبع التلميذ أستاذه بتأدب حقيقي.
قال الأستاذ: «بدأت رائحة الجنة تهل تدريجيا.»
رد التلميذ الذي هو من الأغيار: «بهذه الرائحة، يتم في البداية شل العقل عن التفكير.»
شرح الأستاذ قائلا: «استثارة الحواس التي تذكرنا نحن البشر العاديين بالرغبة المكبوتة، لا بد وأنها توقظ الآمال العظيمة لدى المؤمنين. انظر إلى هذا السور البالغ العلو.»
أشار الأستاذ إلى السور العالي المبني من الطوب، الذي له لون يقترب من الأبيض، والذي يحيط بكامل الهضبة. وكأن الأستاذ قد أصبح هو الذي يؤدي دور الدليل، فمن الأصل هذا الرجل لا يحتاج إلى دليل. - «سور هائل. إنه سور ضخم للغاية لا يمكن رؤية مثله إلا في السجون، هل يعتقدون أنهم يقدرون على حجب هذه الدنيا عن الدير في عصر الطائرات والقنابل الذرية؟! إذا كان القصد أن يكون سياجا فكريا أو رمزيا؛ فلا توجد حاجة لمثل هذا السور الحجري الحقيقي. ورغم ذلك هل فعلا ما يوجد داخل هذا السور هو دير «تنشيئن» حقا؟ أم هي الجنة؟ أم على العكس هو مجرد عالم إنساني مختلف قليلا؟»
تجمد تلميذه الشاب تماما أمام هذا السؤال البالغ العمق الرفيع الذوق في الوقت نفسه. - «نعم؛ ففي أوروبا في العصور الوسطى، كانوا جميعا يعيشون داخل مثل هذا السور، وإن كانت توجد اختلافات في الدرجة فقط.» - «ولكن كانت هناك مذابح كذلك.» - «وكانت هناك أمراض. وحتى في هذا الدير، فلا يوجد أي اهتمام بالتغذية الصحية؛ لذا يقال إن هناك عددا كبير يموت بالسل.»
قطب الأستاذ حاجبيه بشكل ملفت. - «أنت، هذا أمر لا يغتفر، أمر لا يمكن السكوت عليه. من المفترض أن الكاثوليكية تحرم الانتحار، ورفض نعمة الطب الحديث، هو انتحار بالمعنى الكامل. يجب على العلم أن يفعل المستحيل ويقتحم هذا السور بلا تردد ويقتحم هذا الدير. وهنا بالنسبة للعلم يتطابق تماما موقف الإنسان صاحب غزيرة الفضول الذي يريد أن يدخل الدير ليعرف، والإنسان الذي يريد إشفاء المرضى بدافع إنساني.»
أثناء ذلك الحديث، كانت السيارة قد توقفت بالفعل على جانب الطريق ذي الأشجار الكثيفة بجوار السور وقال السائق: «السيارة لا يمكنها الدخول لأبعد من ذلك؛ لذا سأنتظر هنا.»
مسح الاثنان عرقهما أكثر من مرة، وهما يصعدان الدرج الحجري، وهما ينكسران مع ظلال الأشجار. - «زيارة المعابد والأديرة شيء جيد، ولكني أعاني دائما من استمرار هذه الدرجات بلا نهاية.» - «هذا الأمر لا يوجد فيه فارق كبير بين الشرق والغرب.» - «هل يوجد مصلحة لهم بإجبارنا، نحن غير المؤمنين، على هذه المعاناة؟»
أخيرا وصلا إلى البوابة التي عليها لوح برونزي منقوش فيه بالعرض كلمة «تنشيئن». دخلا من البوابة وقدم المحاضر الشاب طلبا بالزيارة إلى غرفة الحراسة الواقعة بجوار البوابة مباشرة.
Página desconocida