El mar, el atardecer y otras historias: selecciones de cuentos de Yukio Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Géneros
بعد أن انتهى من قول ذلك، غمر قلبيهما معا نوع من أنواع السعادة التلقائية التي أطلق سراحها فجأة.
تأثرت ريكو بشدة لعظمة ثقة زوجها بها لتلك الدرجة. بالنسبة للزوج فمهما كان الأمر، فقد كان من المحتم ألا يتخطاه الموت؛ لذا فقد كان لا بد من وجود من يتأكد من ذلك ويشاهده. واختياره لزوجته لكي تقوم بهذا الدور هو أول درجات ثقته بها. وثاني درجات الثقة هو أنه ورغم تعهدهما بالانتحار معا؛ فإنه لم يقتل زوجته أولا، بل ترك موتها ليحدث في المستقبل الذي لن يستطيع هو التأكد منه. لو كان الزوج يشك فيها، لاختار أن يقتل زوجته أولا كما يحدث في الانتحار الثنائي العادي.
أحس الزوج أن قول زوجته كلمة «سأرافقك» هي الثمرة الكبيرة لتربيته وإرشاده لها منذ الليلة الأولى لزواجهما، لتنطقها في وقتها المناسب دون تلجلج. ومما أثلج صدره وأرضى كبرياءه، ولكنه لم يكن زوجا مغترا بنفسه لدرجة أن يعتقد أن مشاعر حبها له هي التي جعلتها تقول تلك الكلمة بعفوية من تلقاء نفسها.
انتعشت السعادة بتلقائية بالغة في قلبيهما معا، فابتسم وجههما بعفوية؛ إذ كان أحدهما ينظر للآخر كذلك. أحست ريكو أن ليلة الزفاف الأولى عادت مرة أخرى.
ولم تعتقد أنها ترى أمام عينيها لا الألم ولا الموت، بل فقط حدائق غناء شاسعة حرة. - «مياه الحمام قد سخنت وأصبحت جاهزة. هل تأخذ حمامك الآن؟» - «آه، نعم!» - «وطعام العشاء؟»
كانت تلك الكلمات في الواقع قد انطلقت في نبرة عائلية عادية تماما؛ مما جعل الزوج على وشك السقوط في مرحلة خداع وهمي. - «ألا تعتقدين أننا لسنا بحاجة للطعام؟ يكفي أن تجهزي أقداح الخمر.» - «فهمت.»
عندما وقفت ريكو لكي تخرج الروب ليرتديه زوجها بعد خروجه من الحمام، انتبه الزوج لما في خزانة الملابس التي فتحتها. وقف الزوج ثم ذهب إلى الخزانة، وألقى نظرة على الدرج المفتوح، ثم قرأ عناوين التذكارات المكتوبة على الأغلفة واحدا تلو الآخر. لم يشعر الزوج الذي وضحت له بهذه الطريقة استعدادات زوجته البسيطة، بأي حزن ولو ضئيلا، بل امتلأ قلبه بمشاعر مسكرة. مثل زوج أرته زوجته الشابة مشترياتها بشكل طفولي. من فرط الحب، احتضن الزوج زوجته من الخلف ثم قبلها في عنقها.
أحست ريكو بخشونة ذقن زوجها غير الحليق على عنقها. كان ذلك الإحساس بالنسبة إلى ريكو إحساسا واقعيا، من حيث كونه إحساسا ينتمي لهذا العالم الدنيوي. ولكن شعور أنها ستفقده للأبد خلال لحظات، جعله طازجا بدرجة كبيرة للغاية. وكان لكل لحظة قوتها الحيوية التي توقظ الحواس من جديد في كل ركن من جسدها. تلقت ريكو مداعبات زوجها الحنونة من الخلف، وهي تكمن قوتها في أطراف أصابع قدميها التي ترتدي فيها الجورب. - «بعد الانتهاء من الاستحمام، وبعد تناول بعض الخمر. أتفهمين؟ جهزي الفراش في الطابق العلوي.»
همس الزوج بهذه الكلمات في أذن زوجته، وأومأت ريكو برأسها بصمت.
خلع الزوج زيه العسكري بعنف وعجلة، ثم دخل الحمام. نظرت ريكو لدى سماعها لصوت الماء بعيدا لدرجة النار في منقل الفحم في غرفة المعيشة، ثم وقفت لتعد الخمر.
Página desconocida