El mar, el atardecer y otras historias: selecciones de cuentos de Yukio Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Géneros
أجابت الممرضة بصوت متقطع: «إنه الطلق ... الطفل سيولد.»
لقد اندهشت أنا بشدة من هذا الرد. لا شك أننا أناس طيبون للغاية نحن الذين صدقنا حتى هذه اللحظة أن تلك البطن بسبب انتفاخ المعدة.
قمنا بإيقاظ الخادمة، وأخيرا استطعنا نحن الثلاثة اصطحابها إلى غرفة المعيشة. وعندما رأيت المنظر في مكان إنارته أفضل، اندهشت للمرة الثانية؛ فقد كان طرف رداء الممرضة الأبيض مصبوغا بحمرة الدم النازف.
قمت بإزاحة السجادة، وفرشت فوق الأرضية بطانية رديئة وجعلناها تنام فوقها. كان يسيل من الممرضة عرق دهني، وتبرز عروق الدم في جبهتها للخارج.
استدعينا طبيب التوليد. ولكن وقت أن وصل، كان الطفل قد ولد بالفعل. وأصبحت غرفة المعيشة كارثة بالدماء التي نزفت.»
قال الصديق: «يوجد في هذا العالم أناس فظيعون!» - «كانت من البداية قد خططت لذلك، وكأنها مثل الكلبة. فقد جاءت بعد أن حسبت حساب كل شيء. وجود طفل رضيع في منزلي مما يعني وجود قماط للرضيع، وأنا أعمل في مهنة شهيرة مما يجعل القيود داخل المنزل قليلة. ولقد جاءت كبيرة الممرضات وواجهت الممرضة بالأسئلة، ولكنها أبدت استياءها لذلك، ولم تنطق حتى بكلمة اعتذار. وأخيرا أمس استطعنا إدخالها المستشفى، ولكن على أي حال، يبدو أن الطفل ابن مشاغب عربيد في مكان ما.» - «حسنا، الطفل الذي ولد ماذا حدث له؟» - «إنه ذكر في صحة جيدة؛ لأن أمه كانت تأكل الأخضر واليابس في منزلنا؛ فقد ولد الرضيع بوزن هائل وعظيم. بسبب ذلك قضينا أمس أنا وتوشيكو اليوم كله في شبه انهيار عصبي حاد.» - «على الأقل من حسن الحظ أن الجنين لم يولد ميتا.» - «ربما كان من الأفضل بالنسبة للمرأة أن يولد ميتا.»
لم تكن توشيكو تستطيع منع نفسها من التعجب لطريقة حديث زوجها عن تلك الحادثة التي وقعت ليلة أول أمس في منزلهما، ويفشيها وكأنها حكاية مسلية من حكايات المجتمع. وأغمضت عينيها للحظة. ولكن لم يبرز إلى مخيلتها لحظة الميلاد المرعبة تلك. ولكن الذي برز إلى عينيها كان هو الطفل الوليد الذي تدحرج فوق الأرضية الخشبية ملفوفا فقط في ورق جرائد ملطخة عن آخرها بالدماء. ولكن زوجها لم يشهد ذلك المشهد.
كان الطبيب بلا شك قد تعمد معاملة الطفل بإهمال بالغ، بسبب احتقاره للأم التي ولدته بدون أب في مثل هذه الظروف العصيبة. فقد أشار الطبيب بإشارة خفيفة من ذقنه إلى ورق الجرائد، ليجعل مساعدته تلف الطفل فيه، وتضعه على الأرض. جرح ذلك بعنف توشيكو ذات القلب الرحيم. وقد نسيت التقزز التي أحست به، ثم جاءت بفانيلة قطنية جديدة تماما، ولفت بها الوليد، ووضعته بعناية على المقعد الوثير. •••
كانت توشيكو تكره أن يعتقد زوجها أنها لحوحة؛ لذا احتفظت بتلك المشاهد والتفاصيل في قلبها متحملة إياها، حريصة على ألا تشكو لزوجها بشأنها. الليلة ظهرت ابتسامة خفيفة على محيا توشيكو رغم قلقها من أمر ما.
ذلك الطفل الذي لف بأوراق الجرائد ووضع على الأرض بإهمال، أوراق الجرائد المليئة بالدماء وكأنها ورق لف اللحم عند الجزار، قماط من ورق الجرائد، ذلك البؤس الذي لا يمكن تشبيهه.
Página desconocida