El mar, el atardecer y otras historias: selecciones de cuentos de Yukio Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Géneros
كان من السهل أن يسمي ذلك قوة الخيال. ولكن الفتى كان مترددا إزاء تلك التسمية. فلو قلنا قوة الخيال، فيجب أن يتضمن ذلك تخيل آلام الآخرين. وحدوث انتقال عاطفي يجعله هو نفسه يتألم مثلهم. ولكن برود الفتى الطاغي لم يجعله يشعر مطلقا بآلام الآخرين. كان فقط يهمس: «ذلك الألم رهيب، أنا أعرف ذلك جيدا.»
كان ذلك في وقت ما بعد الظهيرة في يوم صحو من شهر مايو. انتهى الدرس وفكر الفتى أن يذهب إلى غرفة نادي الأدب؛ ليتناقش مع من يجده هناك قبل أن يعود إلى منزله، وخطا خطوات فعلا في اتجاه الغرفة. عندها قابل «ر» في منتصف الطريق.
قال «ر»: «كنت أبحث عنك. دعنا نتبادل الحديث قبل أن نعود لمنازلنا.»
دخل الاثنان مبنى المدرسة القديم الشبيه بالثكنات، وفصوله مقسمة بحوائط من خشب الأبلكاش. توجد غرفة نادي الأدب في أحد أركان الطابق الأرضي المظلم. يسمع من غرفة نادي الرياضة أصوات ضوضاء وضحكات عالية. ونشيد المدرسة يسمع من غرفة نادي الموسيقى صدى لصوت البيانو على فترات متباعدة.
أدخل «ر» المفتاح في ثقب الباب الخشبي المتسخ. ولكي يفتح الباب كان يجب دفعه بقوة بالجسم بعد إدارة المفتاح.
كانت الغرفة خالية لا يوجد بها أحد. فاحت رائحة التراب المألوفة. دخل «ر» أولا، وفتح النافذة ونفض الغبار الذي التصق بيده، ثم بعد ذلك جلس على مقعد قديم على وشك الانكسار.
بعد أن هدأ قليلا بدأ الفتى التحدث على الفور: «لقد رأيت ليلة أمس حلما ملونا. لقد كنت أنوي أن أكتب لك رسالة بعد عودتي للمنزل اليوم. (كان الفتى يؤمن أن رؤية الأحلام الملونة ميزة خاصة ينفرد بها الشعراء فقط، وكانت تلك من مهاراته). كان مكانا يشبه ربوة عالية أرضها حمراء. كانت شمس الغروب تشع بلون فاقع الاحمرار، ولكن رغم ذلك كان لون الأرض الأحمر بارزا. ثم بعد ذلك ظهر من ناحية اليمين، شخص يجر سلسلة طويلة، ومقيد في نهاية السلسلة طاووسا أكبر خمس مرات تقريبا من حجم الإنسان. ويسير الطاووس مسحوبا ببطء شديد طاويا جناحيه أمام عينيه. كان لون الطاووس أخضر زاهيا. كان في غاية الجمال، جسمه كله أخضر، واللون الأخضر يتألق لامعا. ولقد ظللت أتأمل ذلك الطاووس إلى أن تم سحبه والابتعاد به. كان حلما مهولا! أحلامي ذات الألوان دائما ما تكون ألوانها زاهية وواضحة ربما بشكل زائد عن الحد. ماذا يعني يا ترى ظهور الطاووس في الحلم طبقا لتفسير فرويد للأحلام؟» - «آه.»
رد «ر» ردا مبهما بلا مبالاة واضحة.
كان «ر» مختلفا عما هو عليه دائما. شحوب وجهه كان كما هو عليه دائما، ولكنه لم يظهر الحالة التي يرد بها دائما على كلمات الفتى بحماس لا يتغير ويتحدث إليه بصوت تملؤه حرارة هادئة. كان من الواضح أنه يستمع إلى حديث الفتى الفردي بلا وعي ولا انتباه. لا بل هو لم يكن يستمع له أصلا.
كان قشر الرأس ينتشر قليلا حول الياقة الطويلة للزي المدرسي. أشعة الظلام جعلت شارة الياقة الذهبية التي على شكل زهرة الكرز تلمع، وبرزت الأنف عالية لتبدو أطول من أنوف الآخرين. تلك الأنف التي وإن كانت أكبر قليلا عن اللازم؛ إلا أنها ذات شكل جميل وراق، كما أنها تبرز ملامح قلقة محتارة إلى حد كبير. وقد جاء للفتى إحساس أن المعاناة تتبلور في ذلك المكان.
Página desconocida