Selecciones de cuentos cortos
مختارات من القصص القصيرة
Géneros
ترجمة
نيڤين حلمي عبد الرؤوف
مراجعة
مصطفى محمد فؤاد
ساكن الغرفة الخلفية بالطابق الثالث
لم يكن ميدان بلومزبيري سكوير، مع دقات الساعة الرابعة في عصر أحد أيام نوفمبر، مزدحما إلى حد يقي الغريب، ذا المظهر المختلف بنحو أو بآخر عن المعتاد، من الملاحظة. ففي أثناء مروره، توقف صبي متجر تيبس فجأة عن الصدح بالغناء، وتراجع خطوة للخلف حتى خطا على أصابع قدم شابة طلقة اللسان تدفع عربة أطفال، وبدا أن أذنيه قد صمتا عن سماع تعليقاتها الشخصية بعض الشيء عليه. ولم يستجمع شتات نفسه ويسترجع اهتمامه بشئونه إلا بعدما بلغ ناصية الشارع التالية، مستكملا أغنيته التي بدت الآن دمدمة خفيضة بلا معنى. أما السيدة الشابة نفسها، فقد نسيت ما لحق بها من أذى بينما كانت تتأمل ظهر الغريب الذي تخطاها ببضع ياردات. كان هناك شيء غريب في ظهره؛ إذ لم يكن مستقيما تماما؛ بل كان منحنيا انحناءة لا تخطئها العين. حدثت السيدة الثرثارة نفسها قائلة: «إنها ليست حدبة ولا تبدو لي تقوسا في العمود الفقري. يا للعجب، يبدو وكأنه يحمل كومة من الغسيل أعلى ظهره تحت معطفه.»
لمح الشرطي، في خضم محاولاته للتظاهر بالانشغال، الغريب بينما كان يقترب منه، فحول اهتمامه ناحيته. وقال في نفسه: «يا لمشيتك العجيبة، أيها الشاب! عليك الاحتراس كي لا تتعثر فتسقط منقلبا.»
ثم غمغم بعدما تجاوزه الغريب: «إنه شاب كما توقعت. وجهه وجه شاب دون شك.»
كان ضوء النهار آخذا في الخفوت. ولما عجز الغريب عن قراءة اسم الشارع الموجود فوق البيت الذي عند ناصية الشارع، استدار عائدا.
حدث الشرطي نفسه قائلا: «عجبا، إنه بالفعل شاب صغير؛ بل مجرد فتى.»
Página desconocida