Selecciones de Cuentos Ingleses
مختارات من القصص الإنجليزي
Géneros
وتحت إحدى الشجرتين منضدة صغيرة، وكرسيان. وعلى المنضدة شقة من النسيج لم ينته العمل فيها، وكتابان أو ثلاثة مجلدة بورق زاهي الألوان. فدخلت من البوابة، ووقفت في منتصف الممر، ونقضت المكان عسى أن أبصر ما يدل على حال ساكنته التي ترددت فجأة، بلا داع أعرفه، أن أقدم نفسي إليها. ثم خطر لي أن البيت رث، وأنه ليس من حقي أن أتطفل، فقد كان الشوق إلى استطلاع طلعها هو كل باعثي، ولكن هذه الرغبة بدت لي الآن غير لائقة. وبينما كنت مترددا ظهرت سيدة في مدخل الباب ووقفت تنظر إلي، فعرفت أنها كارولين سبنسر، ولكنها هي كانت تنظر إلي كأنها ما رأتني قط من قبل، فتقدمت بتؤدة وإشفاق إلى الباب، ثم قلت وأنا أتكلف اللهجة الودية: «لقد انتظرت هناك عودتك ولكنك لم تجيئي أبدا.»
فقالت برقة، وقد زادت عيناها اتساعا: «انتظرت أين يا سيدي؟»
لقد كبرت، وظهر عليها التعب، والتلف.
وقلت: «انتظرت في الهافر.»
فحدقت في، ثم عرفتني، وتبسمت، واحمر وجهها، وضمت راحتيها وقالت: «الآن تذكرتك، وتذكرت ذلك اليوم.» ولكنها ظلت واقفة، لا تخرج إلي، ولا تدعوني أن أدخل، وكانت مرتبكة.
وكنت أنا أيضا مرتبكا. فغرزت عصاي في الأرض وقلت: «ظللت أترقب مجيئك عاما بعد عام.»
فهمست: «أتعني في أوروبا؟»
قلت: «في أوروبا، طبعا. أما هنا فإن من السهل أن يهتدي إليك المرء، على ما يظهر.»
فأراحت رأسها على جانب الباب غير المدهون، ونظرت إلي لحظة بلا كلام، وخيل إلي، أني اجتليت في وجهها ما يرتسم على وجه المرأة حين تشفى على البكاء، وإذا بها فجأة تخطو إلى الحجرة أمام العتبة، وتغلق الباب وراءها، ثم بدأت تتبسم، وقد بقيت أسنانها كأجمل ما عهدتها، ولكنه كان هناك دموع أيضا، ولا شك.
وسألت بصوت كالهمس: «أوكنت هناك طول الوقت منذ ذلك اليوم؟»
Página desconocida