Selecciones de Cuentos Ingleses
مختارات من القصص الإنجليزي
Géneros
قال الروح: «فليكن ما تريد.» ومد راحته فأمرها على جسم أناندا، فاكتسى ظهره جلدا جديدا، وزال عنه الوجع. واختفى الروح وهو يقول: «إذا احتجت إلي فليس عليك إلا أن تعزم علي بهذه العزيمة «جنو إمداب إنام موا
2 » فأظهر لك.»
ومن السهل أن يتصور المرء غضب البراهمة ودهشتهم حين عادوا ومعهم السياط والدرات الجديدة فألفوا فريستهم سليما معافى في بدنه، ولعلهم كانوا خلقاء أن يعتاضوا من السياط حبالا للشنق لولا أنه كان معهم حاجب من حجاب الملك، فبوأ أناندا كنفه، وحمله معه إلى القصر فمضوا به من توتهم إلى مخدع الأمير الصغير حيث كان هناك حشد كبير من الناس، ولما كان وقت الظهر لم يجئ، فقد أخذ أناندا يزجي الوقت الباقي بالتحدث إليهم عن استحالة المعجزات إلا معجزة يأتي بها أتباع بوذا، ثم نزل عن منبره، وفي اللحظة التي توسطت فيها الشمس كبد السماء وبلغت سمتها، أراح يده على قلب الأمير فانتبه من فوره، وأجرى لسانه ببقية كلام عن لعبة النرد، كان يقوله فقطعه عليه ما انتابه من السبات.
فضج الحضور، واستخف الفرح حاشية الملك، ووجم البراهمة وامتقعت وجوههم. حتى الملك بدا عليه التأثر والاقتناع، وطلب من أناندا أن يزيده تعريفا بالبوذية، فأجابه أناندا إلى ما طلب، ولكن الأربع والعشرين ساعة الأخيرة كانت قد علمته الحكمة وحسن النظر في عواقب الأمور، فلم ير أن يقول شيئا عن القواعد الأصلية والأركان الرئيسية للبوذية، ولا أن يشير إلى حقارة الحياة والحاجة إلى الخلاص بالتضحية، والسبيل إلى السعادة، وتحريم إراقة الدم. واكتفى بأن يقول إن كهنة بوذا مقضي عليهم بالفقر الأبدي، وأنه بمقتضى الشريعة الجديدة تؤول كل الأملاك الكنائسية إلى أولي الأمر المدنيين.
فصاح الملك: «أما وحق البقرة المقدسة، إن هذا لدين!»
وما كاد الملك ينطق بذلك حتى أعلن رجال الحاشية اعتناقهم لدين بوذا. وتبعتهم الجماهير واقتدت بهم، وألغيت معابد البراهمة وحرمت ما كانت توهب، وارتكب في يوم واحد باسم الدين الجديد الصافي من الأكدار أكثر مما ارتكب في ظل القديم الفاسد في مائة عام.
وسر أناندا إحساسه بأن في وسعه أن يعفو عن أعدائه، وارتفع قدره في عينيه تبعا لذلك، وتمت سعادته بأن ضم إلى القصر ووكلت إليه تربية الأمير ابن الملك فتولى تعليمه شريعة بوذا على وجه مرضي. وكان هذا أمرا شاقا لأنه كان يتقاضاه صرف الأمير عن ملهاته المحبوبة وهي تعذيب الزواحف الصغيرة.
وبعد فترة وجيزة دعي مرة أخرى إلى حضرة الملك فألفى عنده اثنين من أفظع الأشرار أحدهما يحمل فأسا عظيمة وفي يد الآخر كلبتان.
3
وقال الملك: «هذا رئيس الجلادين، وهذا رئيس المعذبين.»
Página desconocida