Selecciones de Cuentos Ingleses
مختارات من القصص الإنجليزي
Géneros
وقال الرحالة في الزمن، وهو يرفع المصباح: «بهذه الآلة سأقوم برحلة في الزمن، فهل كلامي واضح؟ إني أتكلم جادا.»
فلم ندر كيف نتلقى قوله.
ولمحت فيلبي ينظر من فوق كتف الطبيب، فغمزني بعينه. (3) الرحالة في الزمن يعود
أظن أننا لم نكن في ذلك الوقت نؤمن بآلة الزمن، والواقع أن الرحالة في الزمن من هؤلاء الذين نجدهم أذكى وأبرع من أن تستطيع تصديقهم والاطمئنان إليهم، فإنك لا تشعر وأنت معه أنك تراه من كل الجهات، ولا تزال تحس أن هناك شيئا مغيبا عنك، أو متربصا لك من وراء صراحته المشرقة، ولو أن فيلبي كان هو الذي أرانا الآلة وشرحها بألفاظ الرحالة في الزمن لكان شكنا أقل وترددنا أضأل، لأنه كان يسعنا أن ندرك بواعثه، فما يعجز أحد عن فهم فيلبي، ولكن الرحالة في الزمن رجل آخر، تمتزج بعناصر نفسه نزعات خفية، فنحن نتوجس من ناحيته، وما هو خليق أن يكسب من هو دونه ذكاء، الشهرة وبعد الصيت، كان يبدو كالألاعيب في يديه. وأحسب أن من الخطأ أن يفعل المرء الشيء بمثل هذه السهولة المفرطة. وكان الجادون معه لا يستطيعون أن يعرفوا كيف يكون سلوكه، وكانوا يشعرون أنهم معه كالأوعية والأدوات المصنوعة من الصيني في غرف الأطفال، ومن أجل هذا لا أظن أن أحدا منا أطال القول في هذا الطواف في الزمن في الفترة بين ذلك الخميس والخميس الذي تلاه. وإن كانت غرائب احتمالاته ظلت تدور ولا شك في النفوس، أعني إمكانه أو استحالته في الواقع وما إلى ذلك. وكنت مشغولا بالنموذج وقد تناولته بالبحث مع رجل الطب لما قابلته يوم الجمعة في النادي فقال لي: إنه رأى ماي يشبهه في «توبنجن» وألفيته معنيا جدا بانطفاء الشمعة، ولكنه قال إنه لا يستطيع إيضاح الأمر.
وفي يوم الخميس التالي قصدت إلى رتشموند - وأحسب أني من الزوار المواظبين للرحالة في الزمن - فوجدت أربعة أو خمسة سبقوني إلى الاجتماع في غرفة الاستقبال، وكان رجل الطب واقفا أمام الموقد وفي إحدى يديه رقعة وفي الأخرى ساعة. فتلفت باحثا عن الرحالة في الزمن فقال رجل الطب: «إنها الساعة السابعة والنصف الآن، أفلا يحسن أن نتعشى؟»
فسألت: «وأين ...؟» وسميت مضيفنا. - «أو لم تحضر إلا الساعة؟ هذا غريب! لقد عاقه عن الحضور ما لا حيلة له فيه، وبعث إلي برقعة يرجو مني فيها أن أنوب عنه في العشاء معكم في الساعة السابعة إذا كان لم يحضر، وسيفضي إلينا بالباعث على تخلفه حين يجيء.»
فقال محرر جريدة يومية مشهورة: «إنه يكون من دواعي الأسف أن ندع العشاء يفسد.»
فدق الطبيب الجرس.
وكان النفساني هو الوحيد الذي شاركنا مع الطبيب في العشاء السابق، أما الجديدون فهم بلانك الصحفي الذي أسلفت الإشارة إليه، وصحفي آخر معه، وثالث، رجل حيي ذو لحية ،لا أعرفه ولا أذكر أنه فتح فمه على العشاء بكلمة واحدة. ودار الحديث على المائدة فيما عسى أن يكون الداعي إلى تخلف الرحالة في الزمن، فقلت لعله التجواب في الزمن، وكنت أقرب إلى المزح مني إلى الجد، فطلب مني المحرر أن أشرح له معنى هذا القول، فتولى عني النفساني البيان وقص ما شهدناه في الأسبوع الماضي، وإنه لفي هذا وإذا بالباب يفتح على مهل وبلا صوت، وكان وجهي إليه فرأيته قبل غيري وقلت: «هاللو! أخيرا!» ودخل الرحالة في الزمن ووقف أمامنا، فندت عني صيحة استغراب، وقال رجل الطب: «يا للسماء! ماذا دهاك أيها الرجل؟» ودارت العيون كلها إلى ناحية الباب.
وكانت حالته مدهشة، فقد كانت ثيابه معفرة وقذرة وكماه ملوثين بمادة خضراء، وكان شعره منفوشا وقد زاد فيه الشيب اشتعالا على ما بدا لي - مما عليه من التراب أو لأن لونه حال - وكان وجهه أصفر، وفي ذقنه جرح - جرح يكاد يلتئم - وكانت معارفه واشية بالتعب والفتور كأنما كان يعاني برحا ثقيلا، وقد تردد لحظة وهو واقف بالباب كأنما أزاغ النور بصره، ثم دخل، وكان يظلع في مشيته كما يفعل الذين أحفاهم طول السعي، فأتأرناه النظر في صمت، منتظرين أن يتكلم.
Página desconocida