Selecciones de Cuentos Ingleses
مختارات من القصص الإنجليزي
Géneros
2
وهو يبني الجبال الخالدة ويرفعها. وماذا أثمر في النهاية أشد الأعمال ضجة وضوضاء، أعني بناء برج بابل؟ صفحة ونصف صفحة من الإسبرنتو في مجلة أمريكا الشمالية.»
فقلت: «إن الطبيعة البشرية واحدة في كل مكان. ولكن بعض البلدان أقوى ألوانا، وأحفل بالحركة وأزخر بالحياة من بعض.»
فقالت: «على السطح فقط. لقد جبت العالم وطوفت في آفاقه عدة مرات في طيارة ذهبية ذات جناحين - الكتب والأحلام - ورأيت (في إحدى رحلاتي الخيالية) سلطان تركيا يردي بيديه إحدى زوجاته لأنها سفرت أمام الناس. ورأيت رجلا في ناشفيل يمزق بطاقات الدخول إلى المسرح لأن زوجته خرجت وعلى وجهها حجاب من المساحيق والأصباغ. وفي حي الصينيين بسان فرنسيسكو رأيت الجارية «سنج يي» تغمس قيراطا فقيراطا في زيت الجوز المغلي لتقسم ألا ترى عاشقها الأمريكي مرة أخرى. وقد أذعنت، وأقسمت لما جاوز الزيت المغلي ركبتها بمقدار ثلاثة قراريط. ورأيت «كيتي مورجان» ينكرها ويقاطعها سبع من رفيقات صباها في المدرسة وصواحبها طول حياتها لأنها تزوجت مبيض حيطان. لقد كان الزيت المغلي يرتفع ويفور إلى ما فوق قلبها، وليتك رأيت ابتسامتها الجميلة وهي تتنقل من مائدة إلى مائدة! نعم، مدينتنا هادئة! لا شيء سوى بضعة أميال من البيوت المبنية بالآجر الأحمر، وإلا الطين والدكاكين، والمخازن.»
ونقر بعضهم على الباب الخلفي للبيت، فهمست أزاليا باعتذار خافت، ونهضت لترى من الطارق، وعادت بعد ثلاث دقائق، وفي عينيها وميض، وعلى وجنتيها اضطرام خفيف، وبدت كأنما انحطت عنها عشر سنوات من عمرها.
وقالت: «ينبغي أن تتناول فنجانا من الشاي قبل أن تنصرف، وكعكة مسكرة.»
ومدت يدها فهزت ناقوسا صغيرا من الحديد، فجاءت زنجية صغيرة في الثانية عشرة من عمرها، وكانت حافية القدمين، رثة غيرة نظيفة، وحملقت في وجهي بعينين جاحظتين وإصبعها في فمها.
وفتحت أزاليا أدير كيسا دقيقا عتيقا باليا وأخرجت منه ورقة نقدية بريال، وكانت الزاوية اليمنى من الورقة مقطوعة، وهي ممزقة من الوسط وملزقة بورقة زرقاء. أعني أنها إحدى الورقتين اللتين أخذهما مني السائق الزنجي، ما في هذا شك.
وقالت أزاليا وهي تمد يدها بالورقة إلى الفتاة: «اذهبي إلى مخزن المستر بيكر يا إمبي وهاتي منه ربع رطل من الشاي - من النوع الذي يبيعني منه دائما - وكعكا محلى بعشرة سنتات. أسرعي.» والتفتت إلي وقالت على سبيل الإيضاح: «لقد اتفق أن نفد ما عندنا من الشاي.»
وخرجت إمبي من الباب الخلفي، وقبل أن ينقطع صوت قدميها الحافيتين هتكت حجاب السكون صرخة - لم يخالجني شك في أنها صرخة الفتاة - ثم اختلط صوت خشن عميق بصيحات البنت وألفاظها.
Página desconocida