ولكنه عارض لا يلبث أن يزول بأرفق العلاج؛ على أنه كاشفني بأن الخير كل الخير في خلعها جميعها والتعويض عنها بأسنان مصنوعة لا تحقن في اللثة أذى ولا تبعث ألما، فوق أنه يسهل تخليلها وغسلها، ويسلس جلوها وصقلها، وإن شئت كسوتها بالعسجد، وإن شئت تركتها كالدر المنضد، وماذا علي في هذا والكواعب الحسان في الغرب يبادرن إلى خلع أسنانهن في غير شكاة
7
بل لمحض التبهج بالأسنان المصنوعة، فلنعجل بخلعها قبل أن نقرع سن الندم، إذا ألحت العلة وأعضل السقم!
إذن فإنني ما زلت في انتظار الشباب، ولا يجوز أن نلقي لهذه الأعراض بالا أو ندخلها في الحساب! •••
ولكن ما بالي أصبحت لا أشتهي الطعام، ولا أكاد أقوى على هضم خفيفه فضلا عن غليظه إلا إذا استعنت على ذلك بألوان العقاقير: هذا في أثناء الطعام، وهذا عند المنام ، وهذه الحبة يجب أن تبلع بعد الوجبة، وهذا الذرور مما يسهل الصفراء، ويرفه عن الكبد وينظف الأمعاء، وهذا لكيت وكيت، وهذا لذيت وذيت.
سبحان الله! وماذا يضيرك ذلك ما دام يعينك على شأنك، ويصرف عنك الأذى، ويقيمك في العافية، والعقاقير ميسورة في كل مكان، ولا يستهلك تناولها وقتا، ولا يقتضيك مشقة ولا جهدا، والدواء مما لا يستغني عنه كبير ولا صغير، ولا قوي ولا ضعيف!
ثم ما لي إذا مشيت أحسست في جسمي تزايلا، وفي ساقي تخاذلا، وكأنني أحمل رجلي وليست هي التي تحملني، وسرعان ما يجهد بي وما مشيت طويلا، ولا حملت عبئا ثقيلا!
ثم إنني بت لا أقوى على رطوبة الليل في العراء، وما إن تبديت لها ساعة حتى أصبح في أسوأ حال، ويعتريني من الأوصاب ألوان وأشكال!
وهذا وذلك لا بأس عليك منهما إذا أخذت نفسك بشيء من رياضة البدن، واستنشاق الهواء النقي في الشمس الساطعة، فإذا كان الليل أثقلت الدثار، واعتكفت في الدار، فلا ينالك سقم، ولا يعتريك ألم!
فما لي أمسيت لا أنام إلا غرارا،
Página desconocida