ويعلن مسرح (اسم المسرح) أن أي تشابه بين المسرحية وبين الواقع هو من محض المصادفة وعمل الأوهام والخيالات.) (ترفع هذه الستارة لنرى الركن الأيمن من المسرح مضاء، بينما معظم المسرح تحتله حجرة كبيرة - مطفأة الأنوار إلى حين. الحجرة المضاءة حجرة سكرتير رئيس مجلس الإدارة. مكتب وتليفونات «وحكمة الصبر»، بها «فوتيهات» وكنبة، السكرتير فوق الخمسين وإن كان يصبغ شعره والصبغة واضحة. وفي الانتظار نجد سيدة تبدو في غموض وكأنها ترتدي الملاءة اللف؛ إذ إنها تولي ظهرها للمتفرجين، يتكفل مسند الكرسي بإخفائها، ثم نجد أفنديا ذا شخصية غريبة يضع وردة في سترته يجلس على الكنبة إلى اليسار، وأمامه مباشرة نجد إنسانا يرتدي الملابس العربية القديمة ويضع فوق عينيه نظارة سوداء غامقة.) (يدق أحد التليفونات على مكتب السكرتير، يرتبك قليلا ليعرف أي التليفونات يدق، يرفع سماعة خطأ، ثم يرفع السماعة الصحيحة.)
السكرتير :
أيوه يا فندم، أيوه، المؤسسة العامة للسعادة الكبرى، بالظبط يا فندم الميم سين كاف، تمام يا فندم مكتب رئيس مجلس الإدارة، أنا السكرتير الخاص، أي خدمة؟ حاضر، حاضر، ثانية واحدة اشوفه (يتسلل السكرتير ويفتح الباب القائم على يمين المسرح والموصل إلى حجرة رئيس مجلس الإدارة، ثم يغلقه في صمت ويعود إلى التليفون)
والله هو عنده لسه اجتماع، أنا آسف قوي، طرابيزة الاجتماعات بعيدة عن التليفون، حاضر يا فندي، بالكتير خالص نص ساعة، حاضر، مع السلامة يا فندي (يضع السماعة، جرس المكتب يدق فينتفض السكرتير واقفا ويتجه إلى حجرة رئيس مجلس الإدارة).
صوت :
ولع النور. (تسمع «تكة» وتضاء الحجرة لنجدها باهرة الأناقة وخاوية إلا من رئيس مجلس الإدارة الذي يكون منهمكا تماما في مزاولة رياضة اليوجا وقد انقلب فوق المكتب راكنا بظهره إلى الحائط ورأسه إلى أسفل.)
رئيس مجلس الإدارة :
انتهت المدة واللا لسه؟
السكرتير :
باقي بالظبط 3 دقايق وتكمل حضرتك الساعة.
Página desconocida