52 - وكان لرجل من جلة كتاب الجيش بمصر -يعرف بابن الأبرد- رغبة في وصفه بالنصح في أعمال السلطان، ولابسه محمد بن أبا [القائد]، فقدم العناية به والتعصب له، ومكن له عند خمارويه محلا رد إليه بعض أعماله من الخراج، واحتاج فيه إلى كاتب يحمل عنه، فارتاد رجلا يعرف بنصر بن القاسم -يخلف [ابن] الأبرد فيما أسند إليه-، فكان يسعى به إلى كاتب خمارويه. فكتب يوما رقعة تشتمل على ما كرهه ابن الأبرد من التغميز به والانتقاص له، ويشير فيها بأشياء تفسد محله، وبعث بها إلى كاتب خمارويه، فغلط الغلام وجاء به إلى ابن الأبرد، فاستعرض فيها أشياء قبيحة، وفارق الكاتب. ورأى الكاتب أنه قد أحرز -بما أتاه من السعاية- مكانة عند كاتب خمارويه. وقتل خمارويه، وثبتت يد كاتبه على الأمر، فرام نصر بن القاسم أن يدخل في جملته، فامتنع من ذلك وقال: ((من سعى إلينا سعى بنا))، فمات نصر بن القاسم كمدا.
Página 82