37 - وسمعت أبا عبيد علي بن الحسين القاضي يحدث قال: ((كانت لي بواسط حصة أودي عنها على السلطان خرجا فقدم علينا عامل قد جمع من الظلم، وسوء التسلط، وفظاظة الطبع. فجمع المعاملين بأسرهم على التحيل له بما لا يوصل إليه من أملاكهم، ولا يستحقه عليهم، فضرب قوما، واستخف بآخرين، فقال له رجل ممن حضر: ((إن رأيت أن تؤخرني إلى نصف النهار!))، #63# فقال له: ((لعلك ممن يقول: إن من عمود إلى عمود فرجا!)) فقال له الرجل: ((أنا والله أعتقد من لحظة إلى لحظة فرجا يرجى من الله))، فتضاحك من كلامه. فوالله ما مضت ساعة حتى دخلت إلينا -في الموضع الذي كان فيه- رعلة من الخوارج وهي تقول: ((السليطين السليطين!!))، فقطعته بأسيافها وخرجت، ولم تقتل غيره، ولا طلبت شيئا لأحد. فعلمت أنهم عقوبة اعتمدته)).
Página 62