كتب عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ إلى سعد (¬1) بعد فتح المدائن وما والاها من بلاد الفرس يذكره نعم الله عز وجل على أصحاب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وما كانوا فيه من الجهل والفقر على عهد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ثم يقول له: ومحمد رسول الله بين أظهرنا على تلك من حالنا، يقسم لنأخذن كنوز كسرى وقيصر، فنافق من قوله ذلك منافقون، فأبقاك الله حتى رأيت ذلك بعينك، ووليته بنفسك، ورأيناه معك، وقال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} (¬2) ، نزلت (¬3) في حاطب بن أبي بلتعة (¬4)
¬__________
(¬1) هو سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري أبو إسحاق، الصحابي الأمير، فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم عمر للخلافة، وأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم وعمره 17 عاما، وشهد بدرا، وفتح القادسية، ونزل أرض الكوفة، توفي عام 55ه، له في كتب الحديث 271 حديثا. راجع الرياض النضرة 2/292 301، وتاريخ الخميس 1/499، والتهذيب 3/483، والبدء والتاريخ 5/84، وطبقات ابن سعد 6:6، والإصابة 3187.
(¬2) سورة الممتحنة، آية رقم 1.
(¬3) قال ذلك الإمام ابن كثير في التفسير 4/344، وصاحب الدر المنثور 6/203 205، والإمام القرطبي 18/5052، والإمام الطبري 28/3840، والخازن والبغوي 7/6263، والإمام الواحدي ص 447.
(¬4) هو حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، صحابي: شهد الوقائع كلها مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وكان من أشد الرماة، وكانت له تجارة واسعة، بعثه النبي _صلى الله عليه وسلم_ بكتابة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، ومات في المدينة عام 30ه، وكان أحد فرسان قريش وشعرائها في الجاهلية. راجع الإصابة 1/300، والأعلام 2/159، والاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/256..
Página 85