ووضع الحرب عشر سنين، على أن يرجع هو وأصحابه من عامهم ذلك، فإذا كان من قابل دخلوا إن شاؤوا، فأجابهم رسول الله إلى ذلك، وحل من إحرامه بالحديبية، فماج المسلمون يومئذ، حتى قال قوم منهم لرسول الله: ألست وعدتنا أنك ستدخل المسجد الحرام؟ فقال: أفقلت لكم إن ذلك يكون في شهري هذا؟ فقالوا: لا، فقال: فسيكون ذلك، فأنزل الله {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين، لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من ون ذلك فتحا قريبا} (¬1) . فأكد بذلك وعد رسول الله، وحقق قوله، وأعلمهم أن ذلك سيكون، فكان الأمر في ذلك كما قال.
خبر آخر:
قوله: {وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا} (¬2) ،
¬__________
(¬1) - سورة الفتح، آية رقم 27، جاءت هذه الآية محرفة في المطبوعة؛ حيث سقط منها لفظ (الله).
وجاءت هذه الآية محرفة في المطبوعة حيث ذكرت (فعجل) بدلا من (فجعل).
(¬2) - سورة الفتح، آية رقم 20، 21.
والأخرى التي لم يقدروا عليها هي خيبر. روى ابن جرير بسننه قال: سمعت الضحاك يقول في قوله تعالى : {وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها} يعني خيبر، بعثهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يومئذ فقال: "لا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا".
Página 73