323

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Géneros

وتحريم القتل للمنافقين، إذا هم لم يظهروا نفاقهم، وتحريم السبي والغنيمة منهم، وتحليل الذبائح والمناكحة والموارثة والمدافنة معهم، وتجريح شهادتهم، وإبطال عدالتهم، وإقامة الحدود عليهم وفيهم، ولذلك يروى عن الحسن (¬1) أنه قال: إن الحدود في المنافقين، وللمؤمنين وجوب الولاية والمودة والمحبة في الدين، والاستغفار لهم، وتجويز شهادتهم، وإثبات عدالتهم، والتزكية لهم، فهذه أحكام ثلاثة لأسماء ثلاثة، قال الله عز وجل: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما) (¬2) فجعلهم ثلاث منازل معروفة غير مجهولة في كتاب الله عز وجل، وقال عز وجل في المنافقين: (ويحلفون بالله إنهم لمنكم) (¬3) يقوله للمؤمنين، أي في النصر والتسمية بالإيمان والوفاء، فقال عز وجل تكذيبا للمنافقين: (وما هم منكم) (¬4) يقوله للمؤمنين، أي ليسوا منكم في الوفاء، ولا تجرى عليهم أسماؤكم، ثم بين ما الذي لم يكونوا به من المؤمنين فقال: (ولكنهم قوم يفرقون) (¬5) أي يجبنون عن الحرب وعن قتال العدو، فبذلك ومثله من أفعالهم،لم يكونوا من المؤمنين، ثم قال: (ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم) (¬6) يقول: قد علموا ذلك ودل على أنهم من أهل التصديق.

¬__________

(¬1) لعله الحسن بن يسار البصري أبو سعيد، تابعي، كان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه، ولد عام 12 ه، وتوفي عام 110 ه. راجع تهذيب التهذيب، ووفيات الأعيان، وميزان الاعتدال 1: 254، وحيلة الأولياء 2: 131.

(¬2) سورة الأحزاب آية رقم 73.

(¬3) سورة التوبة آية رقم 56.

(¬4) سورة التوبة آية رقم 56 .

(¬5) سورة التوبة آية رقم 56.

(¬6) سورة التوبة آية رقم 63.

Página 127