توحيد إيمان وليس كل إيمان توحيدا، كل توحيد طاعة وليس كل طاعة توحيدا، كل طاعة إيمان، وكل إيمان طاعة، كل إيمان إسلام، وكل إسلام إيمان، كل عبادة طاعة وليست كل طاعة عبادة، كل عبادة تقرب وليس كل تقرب عبادة، كل ملة دين وليس كل دين ملة (¬1) ، كل دين شريعة، وكل شريعة دين، وقد قالوا: دين الأنبياء واحد، وشرائعهم شتى، والله أعلم. كل شرك كفر وليس كل كفر شركا، كل شرك معصية وليست كل معصية شركا، وكل كفر معصية وليست كل معصية كفرا، كل كفر كبيرة، وكل كبيرة كفر، كل نفاق خلف، وكل خلف نفاق، وكل نفاق كفر وليس كل كفر نفاقا، كل نفاق معصية وليست كل معصية نفاقا.
في المائيات:
مائية (¬2)
¬__________
(¬1) الملة: كالدين، وهو اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء، ليتوصلوا به إلى جوار الله، والفرق بينهما وبين الدين: أن الملة لا تضاف إلا إلى النبي _عليه الصلاة والسلام_ الذي تسند إليه، نحو (اتبعوا ملة إبراهيم حنيفا ) (سورة آل عمران: 95)، (واتبعت ملة آبائي) (سورة يوسف: 38)، ولا تكاد توجد مضافة إلى الله ولا إلى آحاد أمة النبي _صلى الله عليه وسلم_، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها. لا يقال: ملتي الله، ولا يقال: ملتي وملة زيد، كما يقال: دين الله ودين زيد. راجع المفردات في غريب القرآن 471 472، وبصائر ذوي التمييز 4: 517 518.
(¬2) المائية أو الماهية: ما به الشيء هو هو وهي من حيث هي هي لا موجودة ولا معدومة، ولا كلي ولا جزئي، ولا خاص ولا عام. وقيل: منسوب إلى ما، والأصل: المائية، قلبت الهمزة هاء لئلا يشتبه بالمصدر المأخوذ من "ما". والأظهر أنه نسبة إلى ما هو، جعلت الكلمتان ككلمة واحدة.
وتطلق الماهية غالبا على الأمر المتعقل، مثل المتعقل من الإنسان وهو الحيوان الناطق، مع قطع النظر عن الوجود الخارجي. راجع تعريفات الجرجاني ص 171، وابن سينا النجاة ص 105، وكليات ابن البقاء 4: 287.
Página 12