سابعا:
يترجح وجود مسيحيين في تدمر في القرن الثاني، فقد وجد خطوط فيها إشارة الصليب التي كانت علامة للمسيحيين؛ ولا سيما لأنه وجد مكتوبا معها فليكن اسمه مباركا إلى الأبد. (6) في الملوك النبطيين
أخذ دي فوكوي عن الخطوط التي وجدت في حوران وما يليها أن هذه البلاد كان يليها ملوك من النبطيين في القرن الأول قبل الميلاد، وفي القرن الأول ومبادي الثاني بعده، وأول هؤلاء الملوك هو حارثة أو الحارث وحكم من سنة 95 إلى سنة 50ق.م، وكان مركز ولايته دمشق وقبض بمبايوس عليه في مدينة حجر في العربية، وقام بعده ملك آخر كان معاصرا لهيرودوس الكبير، وكانت بينهما حروب طويلة، وخلفه ملك اسمه أوباداس أو عوباد ودام ملكه من سنة 33 إلى سنة 7ق.م، وخلف عوباد ابنه الحارث ودام ملكه من سنة 7ق.م إلى سنة 40 بعده، وكان حما هيرودس أنتيباس رئيس الربع في الجليل؛ وحاربه لأنه طلق ابنته وتزوج بهيرودية امرأة فيلبوس أخيه، وخلف الحارث هذا ابنه ملكوس الثاني من سنة 40 إلى سنة 57 بعد المسيح، ودام على كرسي الملك لا أقل من ثلاث وثلاثين سنة، وأنجد فسبسيان في حربه مع اليهود سنة 67، وخلفه ابنه دابل من سنة 57 إلى سنة 105، وكانت أمه وصية عليه واسمها صقلية، ثم اشترك في الملك مع امرأته المسماة جميلة، ودام حكمه لا أقل من خمس وعشرين سنة، ولعله كان الملك الأخير من النبطيين الذي ذل أمام كرنيليوس بالما قائد جيش ترايان الذي أخضع العربية سنة 105، وكان هؤلاء النبطيون يكتبون ويتكلمون باللغة الآرامية. (7) في بعض المشاهير الدنيويين بسورية في القرن الثاني
من هؤلاء المشاهير بولودر:
ولد في دمشق سنة 61، وكان مهندسا شهيرا، وهو الذي بنى لترايان جسرا على نهر الدانوب، وهو الذي أقام له في رومة العمود المعروف باسمه وغيره من الآثار التي لها المحل الأول في غريب الصناعة، ثم قتله الملك أدريان سنة 130.
ومنهم إميل بابينيان:
وكان من بيروت وأستاذا في مدرسة الفقه فيها، وهو أشهر الفقهاء الرومانيين، وكان سبتيموس الملك من رفقائه في المدرسة، ويروى أنه كان نسيبا للملكة جولية دمنة بنت كاهن حمص؛ ولذلك أعزه هذا الملك وقربه إليه، وعند موته أوصاه بابنيه كركلا وجيتا، فقتل كركلا أخاه وكلف بابينيان أن يخطب بتبرئة ساحته من القتل، فقال له: إن اقتراف معصية القتل لأسهل من التبرئة منها، واتهام البريء بعد قتله لهو قتل آخر، فسخط عليه كركلا وقطع رأسه، وله تآليف عديدة منها سبعة وثلاثون كتابا في المباحث، وتسعة عشر كتابا في الأجوبة، وعده واضعو الشرائع في أيام توادوسيوس في جملة الفقهاء الخمسة، الذين تنزل أقوالهم منزلة شريعة، وإذا تعارضت أقوالهم فالعمل بقوله، ولم تصل إلينا كتبه كاملة، ولكن وجد منها 591 فقرة في شرائع يوستنيانوس.
ومنهم أولبيان:
وذهب بعضهم أن مولده بيروت وغيرهم صور في القرن الثاني، وتوفي في القرن الثالث سنة 228، وكان معاونا لبابينيان، ويظهر أن الملك أليوكبل نفاه سنة 222، ثم استرده إسكندر ساويروس وأقامه في منصب فحص الدعاوى، ثم عضوا في ديوان مشورة الملك ثم رئيسا على الحرس مع إيلائه القضاء، واستمر في هذا المنصب إلى أن قتله الحرس سنة 228، وله تآليف وأهمها تفسيره بعض الشرائع، وتوصف تآليفه بالبتات والوضوح، وفي شرائع يوستنيانوس 2462 فقرة منها، وبقي من تآليفه كتابه الموسوم بالكتاب المفرد في القواعد طبع سنة 1549.
ومنهم يوليوس بولس:
Página desconocida