وله تسع وعشرون قصيدة سماها در النحور في مدائح الملك المنصور، وبديعيته مشهورة وطبع ديوانه بدمشق سنة 1300ه، وابن هشام الأنصاري المتوفى سنة 1359، وله كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، وعليه عدة شروح وحواش، وله أيضا شذور الذهب في معرفة كلام العرب في النحو وقطر الندا وبل الصدا مع شرح له عليه في النحو أيضا، وشرح معلقة كعب بن زهير بانت سعاد، وشرح ألفية ابن مالك، وسماه أوضح المسالك في الفية ابن مالك، ومنهم ابن عقيل المتوفى سنة 1367، وأشهر مصنفاته شرح ألفية ابن مالك، وقد طبع مرارا وعليه شروح، وابن بطوطة المتوفى سنة 1377، وله الرحلة المعروفة بتحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، وطبعت مرات وترجمت إلى عدة لغات، والسعد الشفتزان المتوفى سنة 1390، وله شرح على الإيصاخوجي بالمنطق وكتاب تهذيب المنطق والكلام، وكتاب سماه النعم السوابغ في شرح الكلم النوابغ في اللغة، وكتاب في التصريف وتلخيص المفتاح الذي لمحمود القزويني في المعاني والبيان.
الفصل السادس
في تاريخ سورية الديني في القرن الرابع عشر
(1) في بطاركة أنطاكية وأورشليم في هذا القرن
إن تاريخ هؤلاء البطاركة في هذا القرن أيضا سقيم وغامض، أما في أنطاكية فذكر السمعاني في جدول بطاركتها أنه كان على كرسيها في أوائل هذا القرن يوحنا السادس، ومرقس الأول، ثم قام أغناتيوس الثاني، وكان في أيامه شقاق البالاميين عند الروم، وحرم هذا البطريرك إيسدورس محدثه سنة 1344، وعقد حينئذ مجمع التأم فيه اثنان وعشرون أسقفا، ورأسه البطريرك القسطنطيني وهذا البطريرك، فنبذوا ضلال هؤلاء الملحدين فتحاملوا على هذا البطريرك، وأودعوه السجن وأذاقوه مر العذاب حتى توفي، وفي الجدول الواتيكاني أن بخوميوس الأول خلف أغناتيوس، ثم حط عن كرسيه وانتخب ميخائيل الأول سنة 1370، ثم توفي فعاد بخوميوس إلى كرسيه ثانية ولم يمكث طويلا، وروى بعضهم أن خليفته مرقس الثاني توفي سنة 1378، والذي في جدول السمعاني أن أغناتيوس الثاني خلفه ميخائيل الأول، ثم مرقس الثاني ثم بخوميوس ثم فيلبوس ثم ميخائيل الثاني الذي كان في أيام تيمور لنك في مبادي القرن الخامس عشر، وكان بطاركة أنطاكية على الموارنة في هذا القرن سمعان المار ذكره، وتوفي سنة 1339 وخلفه يوحنا التاسع ثم داود المسمى يوحنا أيضا، ويظهر من آثار أنه استمر على كرسيه إلى سنة 1397 بل إلى سنة 1402.
وأما في أورشليم فكان بعد تاوي الفرمي السابق ذكره صفرونيوس الثاني على ما روى نيكوفور كاليستوس (فصل 39)، وقال: إن خلفه أتناسيوس أسقف قيصرية فيلبوس، فغصب جبرائيل برولا هذا الكرسي ثم عزل أو اعتزل عنه، وعاد أتناسيوس إليه، وبعد وفاة أتناسيوس انتخب العاذر فعزله يوحنا البطريرك القسطنطيني، ونصب مكانه جراسيموس الذي كان قد حضر إلى القسطنطينية للشكوى على أتناسيوس، فشكى الأورشليميون جراسيموس إلى سلطان مصر، فعزله وسار ليبرر نفسه بمصر فمات في طريقه، وعاد العازر إلى كرسيه بأورشليم ، وكتب البابا أدريانوس الخامس رسالة سنة 1367 إلى العازر هذا وإلى بطريركي قسطنطينية وأنطاكية يستحثهم بها على الاتحاد بالكنيسة الرومانية، ويظهر منها أن هذا البطريرك كان يرغب في الاتحاد بالكنيسة الرومانية، وقام بعد العازر صفرونيوس الرابع وكان بعد صفرونيوس دوروتاوس الأول، وخلفه ابنه وسمي توافيلوس، وكان في أيام الملك عمانوئيل الثاني بالالوغوس الذي استولى على منصة الملك سنة 1392، وفي أيام ابنه يوحنا السابع الذي شاركه في الملك سنة 1399. (2) في بعض المشاهير الدينيين في القرن الرابع عشر
كان من هؤلاء المشاهير محبوب بن قسطنطين مطران منبج اليعقوبي، وله تاريخ عام ابتدأ فيه من سنة تجسد المخلص، وأوصله إلى القرن الرابع عشر وضمنه ما جاء في تاريخ اليعاقبة المشهور، وزاد عليه أولا تاريخ أعمال الملوك الرومانيين من أغوسطوس قيصر إلى سنة 1283، ثانيا تاريخ الملل الشرقية أي: الملكية والنساطرة والموارنة وسماهم هراطقة لمخالفتهم بدعته اليعقوبية، ثالثا تاريخ سبعة مجامع بحسب معتقد اليعاقبة، رابعا مختصر تاريخ المسلمين العرب والفرس والإفريقيين والآسيويين والسوريين من سنة 622 إلى سنة 1312، وهذا التاريخ لا يعرف له نسخة إلا التي في المكتبة الماديشية بفيرانسا.
وكان في هذا القرن عبد يشوع مطران نصيبين النسطوري، وكان طائر الشهرة بقلمه حائزا على مرتبة بين قومه وسائر السريان، رقاه يهب الله بطريرك النساطرة إلى مطريبوليطية نصيبين سنة 1290، وكانت وفاته سنة 1318 وهو غير عبد يشوع الذي جحد بدعة نسطور، وسار إلى رومة وصار بطريركا على الكلدان الكاثوليكيين في القرن السادس عشر، ولعبد يشوع الذي نكتب ترجمته مصنفات كثيرة جليلة ذكرها لنفسه في آخر قصيدته في المؤلفين الآتي ذكرها، منها تفسير الأسفار المقدسة في العهدين، والكتاب الجامع في التدبير العجيب أي: في تجسد المخلص وأعماله، ومنها ديوان سماه فردوس عدن، وينطوي على خمسين قصيدة سريانية ضمنها كثيرا من أنواع البديع، كما يقرأ طردا وعكسا وما التزم في قوافيه لزوم ما لا يلزم إلى غير ذلك من البديع اللفظي، وله كتاب يتضمن مختصر القوانين، وكتاب في أعمال الشاه أي: الملك مروان في خراسان كتبه بالعربية، وكتاب الدرة في حقيقة الإيمان وكتاب في أسرار البيعة، وكتاب في فلسفة اليونان وآخر في دحض البدع وله قصائد أخرى كثيرة أعظمها قصيدته التي عدد فيها أسماء المؤلفين ومؤلفاتهم مبتدئا من موسى والأنبياء إلى أيامه، ولا سيما المؤلفون النساطرة، وقد شرح هذه القصيدة كثيرون منهم إبراهيم الحاقلي الماروني، ثم العلامة السمعاني الذي جعل المجلد الثالث من مكتبته الشرقية شرحا لهذه القصيدة، ولعبد يشوع أيضا رسائل كثيرة في موضوعات متنوعة.
الفصل السابع
في تاريخ سورية الدنيوي في القرن الخامس عشر
Página desconocida