186

El Muhtasab en la explicación de las formas anómalas de lectura del Corán y su aclaración

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

Editor

محمد عبد القادر عطا

Editorial

دار الکتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Ubicación del editor

بيروت

تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفًا﴾، وقوله: ﴿خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ مع قوله:
﴿اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ﴾، وقال: ﴿خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ﴾. ويؤكد هذا قراءة ابن مسعود: «ما ننسك من آية». وفيه بيان، وقد يقول الإنسان: ضرب زيد وإن كان القائل لذلك هو الضارب، وهذا يدل على أن الغرض هنا: أن يعلم أنه مضروب، وليس: الغرض أن يعلم من ضربه؛ ولذلك بنى هذا الفعل للمفعول، وألغى معه حديث الفاعل، فقام فى ذلك مقامه ورفع رفعه، فهذه طريق ما لم يسم فاعله.
***
﴿فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ﴾ (١٢٦) ومن ذلك قراءة ابن عباس فيما رواه سليمان بن أرقم عن أبى يزيد المدنى عن ابن عباس «فأمتعه قليلا ثم اضطّرّه»، على الدعاء من إبراهيم ﷺ.
قال أبو الفتح: أما على قراءة الجماعة «فأمتعه ثم أضطره» فإن الفاعل فى «قال» هو اسم الله تعالى أى: لمّا قال إبراهيم: ﴿رَبِّ اِجْعَلْ هذا بَلَدًا آمِنًا وَاُرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ قال الله: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النّارِ﴾.
وأما على قراءة ابن عباس: «فأمتعه قليلا ثم اضطرّه إلى عذاب النار».
فيحتمل أمرين:
أحدهما-وهو الظاهر-أن يكون الفاعل فى «قال» ضمير إبراهيم ﵇ أى: قال إبراهيم أيضا: ومن كفر فأمتعه ثم اضطرّه يا رب.

1 / 189