El amado y el amante, lo que se huele y lo que se bebe
المحب والمحبوب و المشموم و المشروب
ابن المعتز وهو من بديع تشبيهاته:
وكأنَّ السقاةَ بينَ الندامى ... ألِفاتٌ بينَ السطورِ قيامُ
ابن لنكك:
قُمْ يا غلامُ أدِرْ مُدامَكْ ... واحثُثْ على النَّدمانِ جامَكْ
تُدعى غلامي ظاهرًا ... وأكونُ في سرٍّ غلامَكْ
اللهُ يعلمُ أنّني ... أهوى عِناقَكَ والتزامَكْ
ابن المعتز:
وساقٍ إذا ما الخوفُ أطلقَ وجهَهُ ... فلا بدّ أن يسبي بمُقلتِهِ قلبا
يطوفُ بإبريقٍ علينا مُفدّمٍ ... ليسبِكَ في أقداحِنا ذهبًا رطْبا
آخر:
جسمُ هواءٍ بجلدِ نورِ ... تمسكُهُ قدرةُ القديرِ
يكادُ من رقّةٍ ولينٍ ... يجرحُهُ الوهمُ بالضميرِ
بديعُ حُسنٍ غريبُ وصفٍ ... بلا مثالٍ ولا نظيرِ
فمِنْ منيرٍ على رَطيبٍ ... ومنْ هَضيمٍ على وَثيرِ
يضحكُ عن لؤلؤٍ نظيمٍ ... ينطقُ عن لؤلؤٍ نَثيرِ
يُديرُ كأسًا حكى وحاكى ... شِهابَ نارٍ وشخصَ نورِ
فأسكرَ القومَ دَورُ كأسٍ ... وكانَ سُكري من المُديرِ
آخر:
بدرٌ بدا والكأسُ في كفِّهِ ... وأنجمُ الليلِ عليهِ رِعاثْ
فهوَ من الليلِ ومن طرْفِهِ ... وصُدغِهِ في ظلماتٍ ثلاثْ
أحمد بن أبي فنن:
بكفٍ مُقَرْطَقٍ خَنِثٍ ... تَطيبُ بطِيبِهِ الرِّيَبُ
تراها وهيَ في كفّييهِ في خدّيهِ تلتهِبُ
يوسف الجوهري:
غزالٌ يطوفُ بكاساتِهِ ... على فتيةٍ حضروا موعدَهْ
أتاكَ بخرطٍ من الجزْعِ إذْ ... تَكنَّفَ أبيضُهُ أسودَهْ
كأنَّ الصِّحافَ بأيديهمُ ... جداولُ مُترعةٌ مُزبِدَهْ
تجودُ عليها أباريقُها ... بصهباءِ تلعبُ بالأفئدَهْ
الصنوبري:
وساقٍ إذا هَمَّ ندمانُنا ... بأنْ يُزجيَ الكأسَ لم يُزجِهِ
لطيفِ المُمنطقِ مُهتزِّهِ ... ثقيلِ المُؤزِّرِ مُرتَجِّهِ
سقاني بعينْيهِ أضعافَ ما ... سقاني بكفّيهِ من غنْجِهِ
كُشاجم:
حبيبٌ تمكنْتُ من قُربِهِ ... ونازعْتُهُ الكأسَ حتى غلَبْ
سقاني شَمولينِ من رِيقِهِ ... رُضابًا وفضْلةَ ما قدْ شرِبْ
فلمْ أدرِ أيّهما مِسكةٌ ... ولم أدرِ أيّهما من عِنَبْ
وعانقْتُهُ والدُّجى مُسبَلٌ ... عِناقَ محبٍّ لحبٍّ طَرِبْ
فباللهِ يا ليلُ طُلْ ساعةً ... وباللهِ يا صبحُ لا تقتربْ
آخر:
يا ساقيَ القومِ إنْ دارتْ إليَّ فلا ... تمزجْ فإنّي بدمعي مازِجُ كاسي
ويا فتى الحيِّ إنْ غنّيتَ من طربٍ ... فغنٍّ واحرَبا من قلبِكَ القاسي
الصخرُ أليَنُ لي من قلبِكَ القاسي ... يا منْ طواني وحيّا كلَّ جُلاّسي
ما لي واللناسِ كمْ يَلحونَني سفَهًا ... ديني لنفسي ودينُ الناسِ للناسِ
إنْ كانَ عهدُكمُ كالوردِ مُنصرفًا ... فإنَّ عهدي لكمُ أطرى من الآسِ
الصنوبري:
وساقٍ لي إذا استُسْقِ ... يَ منْ نسلِ الدهاقينِ
لهُ عِزُّ السلاطينِ ... ولي ذلُّ المساكينِ
يُحيّيني فيُحْييني ... يُغنّيني فيُغْنيني
وأدعو فيلبّيني ... وأبدو فيُفَدّيني
فيا سَحّارُ كمْ تسحرُني طَورًا وتَرقيني
ويا قَتّالُ كمْ تقتلُني ظُلمًا وتُحييني
ديك الجن:
أفديكُما منْ حاملَيْ قدحينِ ... قَمرين في غصنينِ في دِعصَينِ
رُودٌ مُنعّمةٌ ومهضومُ الحشا ... للناظرينَ مُنىً وقُرّةُ عينِ
قامَتْ مُؤنّثةً وقامَ مُذكّرٌ ... فتناهبا الألحاظَ بالنَّظرينِ
صُبّا عليَّ الراحَ إنَّ هلالَنا ... قدْ صبَّ نِعمتَهُ على الثَّقلَيْنِ
فإليَّ كأسَكُما على ما خُيِّلَتْ ... كالتبرِ معجونًا بماءِ لُجينِ
ابن المعتز:
وعاقدِ زُنّارٍ على غصنِ الآسِ ... دقيقِ المعاني مُخطَفِ الخصْرِ مَيّاسِ
سقاني عُقارًا صَبَّ فيها مزاجَها ... فأضحكَ عن ثغرِ الحَبابِ فمَ الكاسِ
ابن الصباح:
ورَيمٍ فاترِ الطَّرْفِ ... مَليحِ الدلِّ مَغنوجِ
سقاني من كُميتِ اللوْ ... نِ صِرفًا غيرَ ممزوجِ
فلمّا دارَتِ الكأسُ ... على النايِ بتَصنيجِ
1 / 141