Diálogos de Alfred North Whitehead
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
Géneros
فقال: «إنني أميل إلى الاعتقاد بأن من المآسي الدائمة في الحياة أن الصفة الجيدة لا تتغلب على ما يتلوها في الجودة.»
ثم سأل: «لماذا تكون عناوين الصحافة مثيرة للحس؟» - «إنها إعلانات لبيع المقالات.» - «إنها كثيرا ما تعطي القارئ فكرة خاطئة عما تحتويه الصحيفة.» - «هل تظن ذلك؟ إنني أتصور في بعض الأيام أنها تعويض مستحدث عن الملاعب الرياضية الكبرى التي كانت معروفة أيام الرومان، والتي كان يصارع فيها اللاعبون المستشهدون الحيوانات المفترسة.»
وبدا عليه الجد ولم يجادل الرأي.
وعدنا إلى المكتبة، وقد سحبت الستائر الثقيلة المصنوعة من القطيفة السوداء فوق النوافذ الطويلة التي كانت تطل على النهر وعلى «ميدان الجند»، وكانت نار الحطب تشتعل في الموقد، تعلوها مدخنة سوداء من الخشب المنقوش على طراز كلاسيكي، وكانت حوائط الحجرة الطويلة الفسيحة مغطاة بالكتب من ثلاث جهات، والحجرة مضاءة بالمصابيح بصورة بهيجة. هذه هي غرفة الدراسة الخاصة بالفيلسوف، وله فيها مقعد للقراءة ومكتب في زاوية مريحة من زواياها.
ولما دار الحديث سنحت الفرصة للسؤال إن كان الحاضرون قد لاحظوا عقما في الفنون المبدعة بين أهل بوسطن. وسرعان ما تبين أنهم قد لاحظوا ذلك.
وطرحت مسز هوايتهد هذا السؤال في شيء من الحياء: «هل لذلك علاقة بفقدانهم سيطرتهم السياسية؟»
قلت: «لقد عالج هذا الموضوع فردريك ستمسن، وهو محام من بوسطن، وروائي، وكان في وقت من الأوقات سفيرا لنا في الأرجنتين، في سيرة حياته بقلمه التي كتبها تحت عنوان «بلادي الولايات المتحدة». وقد نشر الكتاب منذ نحو أربعة أعوام، وجاء فيه أن ثروة طائلة قد جمعت في بوسطن في الستين سنة الأولى للجمهورية، ولكن الأثرياء بدلا من أن يثقوا في أبنائهم ويزجوا بهم مخاطرين بأنفسهم في بحار الحياة، كما فعل آباؤهم من قبلهم، حبسوا أموالهم في الأسهم والسندات حتى لا يبددها ورثتهم من بعدهم ؛ وكان من أثر ذلك أن قتلوا في أبنائهم القدرة على الابتكار.»
فقال الأستاذ: «إنني أجد بين الأثرياء القلائل الذين التقيت بهم حالة من الذعر مما تقوم به إدارة روزفلت - بحكمة على ما أظن - ولا أجد لديهم استعدادا لفهمه.»
قلت: «تبين ذلك عندما داهمتنا حرب الطبقات في عام 1912م عند إضراب لورنس الأول، كانت ثورة كبرى، وقعد بهم الخوف عن إدراكها.»
وقالت مسز هوايتهد: «إن نساءهم جبانات، وإن ذلك ليبدو في بيوتهن، فإن كل بيت يشبه الآخر في أثاثه، ولا تجرؤ إحداهن على المخالفة، والتشابه مميت حتى إني كلما زرت بيتا من هذه البيوت كدت أصرخ.»
Página desconocida