134

Contabilidad del yo

محاسبة النفس

Investigador

الشيخ فارس الحسون

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1413 AH

Géneros

يا نفس:

ليس الفقيه من استفاد وأفاد، بل الفقيه من أصلح المعاد، ولا العالم من أفتى ودرس، بل العالم من تستر بالورع وتترس، ولا المجتهد من بنى (1) أساس الملة، على قياس العلة، بل المجتهد من شغله الحق عن المنع والتسليم، واكتفى بعلم الخضر عن علم الكليم، وارعوى بمسؤولات الحشر، عن المقولات العشر فلا تحسبي المتشبه بالفقيه فقيها، فليس ذو الوجهين عند الله وجيها.

يا نفس:

مثل العالم بالله وأسمائه، وصفاته وآلائه، وهو يقصر في طاعته ويضجع، ويهمل أوامره ويضيع، كمثل من أراد خدمة رئيس، أو ملك نفيس، فعرف الملك وأخلاقه، وطبعه وأعرافه، فقصد خدمة جنابه، والتعلق بأسبابه، إلا أنه ملابس لجميع ما يبغضه ويشناه (2)، وعاطل من جميع ما يحبه ويهواه، أما كان كل عاقل يحكم بجهالته، وعظم سفاهته، ولا يتصور أن يعرف الأسد عاقل ويعرف أوصافه، إلا وهو يتقيه ويخافه، فعنه عليه السلام: من ازداد علما ولم يزدد هدى، لم يزدد من الله إلا بعدا.

Página 168