Los contrabandistas de libros de Tombuctú: la búsqueda para alcanzar la ciudad histórica y la carrera para salvar su tesoro
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Géneros
بلغ لينج المدينة في الثالث عشر من أغسطس من عام 1826، بعد ما يزيد قليلا عن عام من مغادرته طرابلس، وبعد خمسة أسابيع كتب خطابه الوحيد من تمبكتو إلى وارينجتون. لم يكن، بالمعنى الدقيق للكلمة، أول أوروبي يبلغ تمبكتو - فعلى أية حال، كان ليون الأفريقي قد ولد في أوروبا وعاش في إيطاليا، وقاتل مرتزقة ومرتدون أوروبيون في صفوف الجيش المغربي الذي غزا المدينة في عام 1591 - لكنه كان أول مستكشف يصل إلى هناك ويرسل إلى الوطن إفادة بذلك، رغم ما كانت عليه من اقتضاب وغموض. لو كانت المدينة مخيبة للآمال، ما كان لينج سيقول ذلك الآن. من المرجح أنه أمضى أسابيع في تمبكتو يملأ يومياته بملاحظات كان يأمل أن تنشر يوما ما، لكنه لم يكن يرغب بعد في أن يطلع عليها الحكومة البريطانية، وفجأة لم يكن ثمة وقت: كان من المتوقع مجيء وفد من الفولاني وكان قد ألح عليه في المغادرة على الفور. ومع ذلك، لم يستطع أن يخيب أمل قرائه كليا، ولذلك ذكر ببساطة أن «المدينة العظيمة في وسط أفريقيا» كانت قد «أوفت تماما بتوقعاته» من كل ناحية فيما عدا مساحتها، ووعد بأن يكتب على نحو أوفى من سيجو، مع أن الطريق أمامه كان «سيئا»، وكان يعرف أن الأخطار لم تكن قد انتهت.
غادر لينج تمبكتو في حوالي الثالثة عصرا في اليوم التالي، الموافق الثاني والعشرين من سبتمبر، بصحبة عبد معتق يدعى بونجولا، وصبي عربي. انطلق شمالا إلى الصحراء، صوب أروان، في طريق ملتو الغرض منه تجنب رجال لوبو. ثم، كشأن كثيرين قبله، اختفى. •••
احتفظت الصحراء الكبرى بقليل من الأسرار. فعلى الرغم من مساحتها الهائلة وصغر تعداد سكانها، كانت الشائعات تنتقل سريعا. كانت القوافل تلتقط الشائعات من كل مستوطنة كانت تمر بها، من الأسواق الكبيرة وحتى أصغر الواحات، وتحملها معها إلى وجهاتها. كان هذا دوما مصدر دهشة لدارسي الصحراء الكبرى، وأورد المؤرخ إي دبليو بوفيل أن «في هذه الصحراء الهائلة كان الأمر يبدو كما لو أن الجميع يعرفون ما يفعله جميع الناس الآخرين.» في أوائل القرن التاسع عشر، كان القليل من المعلومات ينتقل على نحو أسرع مما تنتقل به أخبار أوروبي دخيل.
وصلت الأصداء الأولى لمتاعب لينج إلى وارينجتون في طرابلس في مارس من عام 1826: أنه قد حدث هجوم غادر على جماعته وأن المستكشف قد أصيب إصابات بليغة. بعد ذلك، توقفت الأخبار الآتية من الصحراء. بصفته القنصل وكذلك حما المستكشف، كان وارينجتون في موقف حرج زاد من سوئه فجيعة ابنته وعلمه بمخادعة البلاط الطرابلسي. كان لينج قد سافر تحت حماية باشا طرابلس القوي، يوسف القرمانلي، وكان وارينجتون يضغط الآن على القرمانلي ضغطا كبيرا من أجل أن يأتيه بأخبار عن لينج. ففي ربيع عام 1827، قدم الباشا إلى وارينجتون نسخة من إفادة أرسلها الشيخ المختار نفسه.
كان قادة تمبكتو في حرج بين رغبتهم في رعاية ضيفهم ومطالب ملكهم الجديد، أحمد لوبو، حسبما أوضح الشيخ:
من أجل التوفيق بين المصلحتين، سمحوا له بأن يبقى في تمبكتو قرابة شهر ... حتى التقى بعدو الله ورسوله، أحمد ولد عبيدة ولد رشال البربوشي، الذي أقنعه بأن بوسعه أن يرشده إلى أروان، ومن هناك يركب النهر من سانساندينج، وأن يتابع طريقه من هناك إلى المحيط الكبير.
كان «عدو الله» هو شيخ عرب البرابيش، الذي كان يعرف أيضا باسم أحمدو لعبيدة. غادر هو ولينج تمبكتو معا، لكن في منتصف الطريق أمر المرشد خدمه أن يمسكوا لينج ويقتلوه. بعد ذلك فتشوا أمتعته، التي كانت «كل الأشياء العديمة النفع فيها، من [نحو] أوراق، وخطابات، وكتب، قد مزقت وألقيت لتذروها الرياح، خشية أن تحتوي على بعض السحر، واحتفظ بالأغراض القيمة.» قال الشيخ المختار إن هذه كانت القصة الصادقة لملابسات وفاة لينج.
أحال وارينجتون الأخبار إلى وزارة الحرب والمستعمرات، دون أن يصدقها تصديقا تاما. وبعد بضعة شهور فجع الدبلوماسي البريطاني لدى سماعه بأمر خطاب أرسل في الخامس من أبريل إلى الصحيفة الفرنسية «ليتوال»، والذي ذكر وفاة لينج باعتبارها حقيقة واقعة. لم يرفق اسم بالخطاب، لكن ذكر في ترويسته أنه كتب في «سوقارة في طرابلس»، التي تصادف أنها كانت مقر إقامة القنصل الفرنسي، البارون جان بابتيست روسو. كان وارينجتون يكره الفرنسيين عموما وروسو بوجه خاص، وحينئذ كان قد وجد هدفا لغضبه وحزنه. كيف استطاع روسو أن يعرف ما لم يعرفه وارينجتون. تصور في مخيلته مؤامرة محكمة بين الفرنسيين، والقرمانلي باشا، ووزير خارجية الباشا، والذي كان رجلا محبا للفرنسيين ومثقلا بالديون يدعى حسونة الدغيس. اعتقد وارينجتون أن هذا الرجل كان متواطئا مع الباباني منذ البداية، وربما حتى يكون قد مول قاتل لينج في نهاية المطاف. عندما أرسل وارينجتون بتقارير يلمح فيها إلى هذه المؤامرة، حولت فرقاطة من البحرية الملكية مسارها إلى طرابلس لإقناع الباشا بالتعاون أكثر مع تحريات القنصل. في ذلك اليوم، الموافق الثاني والعشرين من أبريل من عام 1828، اعترف الباشا لأول مرة بأن لينج قد لقي حتفه. في أغسطس، وصل بونجولا إلى طرابلس، حيث أكد أن شيخ البرابيش قد «قتل [المستكشف]، بمعاونة خدمه السود بطعنات كثيرة أثناء نومه.» لم يكن ثمة شك في مصير لينج.
كان للأمر وقع كارثي على إيما التي كانت بالفعل معتلة، والتي تزوجت مرة أخرى وانتقلت للإقامة في إيطاليا، لكنها توفيت في العام التالي، في الثامنة والعشرين من عمرها، بعد أربعة أعوام فقط من مشاهدتها لحبيبها يشد الرحال مغادرا إلى تمبكتو. بينما انصب اهتمام والدها اليائس على يوميات المستكشف، رافضا أن يصدق تأكيد الشيخ المختار بأنها قد أتلفت. لم يكن ثمة شك في أنه كان من شأنها أن تحتوي على معلومات حيوية عن الداخل الأفريقي كانت ستجعل اسم زوج ابنته بارزا، وبنفس القدر من الأهمية، تدعم أي مطالبة بريطانية مستقبلية بالأحقية في السيطرة على الداخل الأفريقي الغني بالثروات. اتجهت شكوكه مجددا إلى الدغيس والقنصل الفرنسي.
في أثناء ذلك أجج روسو عن غير عمد جنون الارتياب لدى خصمه بتصريحه بأنه قد اكتشف وجود تاريخ لتمبكتو، وهو ما كان يأمل أن يكون في حوزته عما قريب. نشرت رسائل البارون التي تعلن اكتشافاته في «نشرة الجمعية الجغرافية الفرنسية» في عام 1827 ومن شبه المؤكد أنها تعتبر أول ذكر لما يعرف باسم كتاب «تاريخ السودان» في الكتابات الأوروبية، على الرغم من أنه لم يكن يعرف أنه كان يسمى بذلك الاسم. كتب كتاب «تاريخ السودان»، الذي عادة ما ينسب على وجه الخطأ إلى أحمد بابا، في القرن السابع عشر على يد عالم تمبكتي آخر، هو عبد الرحمن بن عبد الله السعدي. وما إن عثر على هذا الكتاب، حتى أصبح النص الأساسي للمؤرخين عن المنطقة.
Página desconocida