El Muharrar Wajiz en la interpretación del libro augusto
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
Investigador
عبد السلام عبد الشافي محمد
Editorial
دار الكتب العلمية - بيروت
Número de edición
الأولى - 1422 هـ
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
El Muharrar Wajiz en la interpretación del libro augusto
Ibn Catiyya Andalusí (d. 541 / 1146)المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
Investigador
عبد السلام عبد الشافي محمد
Editorial
دار الكتب العلمية - بيروت
Número de edición
الأولى - 1422 هـ
ثم أمر تعالى عباده باستباق الخيرات والبدار إلى سبيل النجاة، ثم وعظهم بذكر الحشر موعظة تتضمن وعيدا وتحذيرا.
وقوله: أت بكم الله جميعا
يعني به البعث من القبور، ثم اتصف الله تعالى بالقدرة على كل شيء مقدور عليه لتناسب الصفة مع ما ذكر من الإتيان بهم.
وقوله تعالى: ومن حيث خرجت، معناه حيث كنت وأنى توجهت من مشارق الأرض ومغاربها، ثم تكررت هذه الآية تأكيدا من الله تعالى، لأن موقع التحويل كان صعبا في نفوسهم جدا فأكد الأمر ليرى الناس التهمم به فيخف عليهم وتسكن نفوسهم إليه.
قوله عز وجل:
ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون (150) كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون (151)
قوله تعالى: فولوا وجوهكم شطره هو فرض استقبال القبلة على المصلين، وفرض المصلي ما دام يرى الكعبة أن يصادفها باستقباله، فإذا غابت عنه ففرضه الاجتهاد في مصادفتها، فإن اجتهد ثم كشف الغيب أنه أخطأ فلا شيء عليه عند كثير من العلماء، ورأى مالك رحمه الله أن يعيد في الوقت إحرازا لفضيلة القبلة.
وقوله تعالى: لئلا يكون للناس عليكم حجة الآية، قرأ نافع وحده بتسهيل الهمزة، وقرأ الباقون لئلا بالهمز، والمعنى: عرفتكم وجه الصواب في قبلتكم والحجة في ذلك لئلا، وقوله: للناس عموم في اليهود والعرب وغيرهم، وقيل: المراد بالناس اليهود ثم استثنى كفار العرب.
قال القاضي أبو محمد: وقوله منهم يرد هذا التأويل، وقالت فرقة إلا الذين استثناء متصل، وهذا مع عموم لفظة الناس، والمعنى أنه لا حجة لأحد عليكم إلا الحجة الداحضة للذين ظلموا، يعني اليهود وغيرهم من كل من تكلم في النازلة في قولهم ما ولاهم استهزاء، وفي قولهم: تحير محمد في دينه، وغير ذلك من الأقوال التي لم تنبعث إلا من عابد وثن أو من يهودي أو من منافق، وسماها تعالى حجة وحكم بفسادها حين كانت من ظلمة، وقالت طائفة إلا الذين استثناء منقطع وهذا مع كون الناس اليهود فقط، وقد ذكرنا ضعف هذا القول، والمعنى: لكن الذين ظلموا يعني كفار قريش في قولهم رجع محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا كله، ويدخل في ذلك كل من تكلم في النازلة من غير اليهود، وقرأ ابن عباس وزيد بن علي وابن زيد: «ألا» بفتح الهمزة وتخفيف اللام على معنى استفتاح لكلام، فيكون الذين ابتداء، أو على معنى الإغراء بهم فيكون الذين نصبا بفعل مقدر.
Página 225