146
-فرضت الصلوات الخمس ليلة الإسراء ولا خلاف في ذلك. والصلاة هي فريضة قائمة وشريعة ثابتة عرفت فريضتها بالكتاب وهو قوله تعالى ﴿وَأقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ وقوله تعالى ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى﴾ فإنه يدل على قريضتها وعلى كونها خمسًا لأنه أمر بحفظ جميع الصلوات وعطف عليها الصلاة الوسطى وأقل جمع يتصور معه وسطى هوالأربع. وبالنسبة قوله ﵊ "أن الله فرض على كل مسلم ومسلمة في كل يوم وليلة خمس صلوات". جاء في رسالة الصلاة لابن سينا إن الصلاة تشبه النفس الأنساني الناطق بالأجرام الفلكية والتعبد الدائم للحق طلبًا للثواب السرمدي. قال رسول الله ﷺ (الصلاة عماد الدين) والدين هو تصفية النفس الأنساني عن الكدورات الشيطانية والهواجس البشرية والأعراض عن الأغراض الدنيوية الدنية. والصلاة هي التعبد للعلة الأولى والمعبود الأعظم الأعلى، فعلى هذا لا يحتاج إلى تأويل قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتث الْجِنَّ وَالْإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبدُونِ﴾ بيعرفون لأن العبادة هي المعرفة أي عرفان وامجب الوجود وعلمه بالسر الصافي والقلب النقي والنفس الفارغة. فإذًا حقيقة الصلاة علم الله ﷾ بوحدانيته ووجوب وجوده وتنزيه ذاته وتقديشس صفاته في سوانح الأخلاص في صلاته، وأعني بالإخلاص أن تعلم صفات الله بوجه لا يبقى للكثرة فيه مشرع ولا للإضافة فيه منزع. فمن فعل هذا فقد أخلص وصلى وما ضل وما غوى ومن لم يفعل فقد افترى وكذب وعصى. والله أجل وأعلى وأعز من ذلك وأقوى اهـ. قال ﷺ (لاإيمان لمن لا صلاة له ولا إيمان لمن لا أمانة له) وقال (صلوا كما رأيتموني أصلي) . وقال تعالى ﴿إنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْر الله أكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ .

1 / 146