Muhammad Iqbal: su vida, filosofía y poesía
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Géneros
يتبين مما كتبه مستر دكسن إلي أنه يرى أني أحث على السعي إلى القوة المادية بل أبلغ في تعظيمها درجة العبادة. والحق أن هذا غلط محض. فدعوتي إلى القوة الروحية لا القوة المادية.
أرى أن محاربة أمة أمة لحماية الحق والخير فرض أخلاقي عليها، ولكن محاربتها لأجل «جوع الأرض» حرام في رأيي.
2
وحق قول دكسن إن الحرب مدمرة سواء أكانت لنصرة الحق أم لبسط السلطان، فيجب تجنب الحرب. ولكن التجارب ترينا أن المؤتمرات والمعاهدات ووسائل أخرى لا تمنع الحرب، وإن منعت الحرب ظاهرا بإحدى الوسائل اتخذت الأمم ذوات المطامع ذرائع أخرى لاستعباد أمم أضعف منها. فلا بد لنا من شخص يحل مشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ويفصل في خصوماتنا بالعدل ويقيم الأخلاق الدولية على قواعد أثبت وأمتن.
3
المسألة الثانية
ثم يذكر دكسن فلسفة الكدح التي تدعو إلى الرجولة والصلابة، وهذه الدعوة قائمة على معنى الحقيقة الذي بينته في المنظومة. أرى أن الحقيقة هي مجموعة الشخصيات أو «الذاتيات»، وأن تأليفها الاجتماعي ينشأ من الجلاد. ومن هذا الجلاد ينشأ الانتظام والائتلاف آخرا.
هذا الجلاد ضروري للبقاء الشخصي، وهو أعلى درجات الحياة. نطشه ينكر البقاء الشخصي. وغلطه في هذا نتيجة غلطه في تصور الزمان أو الدهر. هو لم يبحث في مسألة الزمان من الجانب الإنساني ... وأنا، على خلافه، أعتقد أن البقاء الشخصي أعظم الآمال، ولا بد له من الجد والجهد الكاملين؛ لهذا دعوت إلى الحركة والجد والكدح وكل ضروب العمل، بل الحرب، حتى تستحكم الذات. ولهذا نهيت كل النهي عن جمود الصوفية وسكون الرهبان.
وهذا الجلاد الذي أدعو إليه هو في حقيقته أخلاقي لا سياسي. ولم يقصد نطشه إلا إلى معناه السياسي.
المسألة الثالثة
Página desconocida