Muhammad Iqbal: su vida, filosofía y poesía
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Géneros
وفي المحاضرة الثالثة التي عنوانها: «تصور الله تعالى ومعنى الصلاة»: يبين إقبال تصور الله تعالى في القرآن، ويقول إن أكبر عناصر هذا التصور، من وجهة فكرية خالصة، الخلق والعلم والقدرة والبقاء.
ومن أمثلة نظرات إقبال في هذه المحاضرة قوله إن تسمية الله تعالى نورا في التوراة والإنجيل والقرآن، ينبغي أن تفسر تفسيرا آخر. قد بين علم الطبيعة الحديث أن سرعة النور لا تمكن الزيادة عليها، وأنها لا تختلف باختلاف طرائق الراصدين. فالنور في العالم المتغير أقرب شيء إلى الوجود المطلق. فتسمية الله بالنور مجازا ينبغي أن يفسر، في هدي العلم الحديث، بالإطلاق، لا بالحضور في كل مكان، هذا الوصف الذي يؤدي إلى عقيدة وحدة الوجود .
ويقول إقبال في هذه المحاضرة كذلك:
إن الحقيقة العليا ذات. ومن هذه الذات العليا تنجلى الذوات الأخرى بالخلق فحسب. والعالم في كل أجزائه، من الحركة الآلية فيما نسميه الذرة المادية إلى حركة التفكير الإرادية في الإنسان، ليس إلا تجليا من الذات العليا. وكل ذرة ذات حركة إلهية هي ذات، مهما انحطت مكانتها في الوجود.
وينتقل إقبال بعد هذا إلى الكلام في الصلاة، فيقول ما خلاصته:
الدين لا يقنع بالتصور فحسب، بل يطلب اتصالا بمقصوده. ووسيلة هذا الاتصال العبادة أو الصلاة. الصلاة وسيلة إلى استنارة روحية تعرف بها الذات الإنسانية - هذه الجزيرة الصغيرة - أنها موصولة بحياة أوسع، وكون أفسح.
وكل طلب للمعرفة هو في حقيقة صلاة. فالباحث في العلم الطبيعي هو كالصوفي في صلاته.
وتزيد الصلاة قربا من مقصودها بالاجتماع. وكل عبادة هي في جوهرها جماعية. والعبادة فردية كانت أم اجتماعية، هي إعراب عن تلهف الوجدان الإنساني إلى استجابة له في صمت العالم الهائل.
ومن وحدة الذات الكبرى التي تخلق كل الذوات وتمدها تنشأ وحدة النوع الإنساني. والقرآن الكريم يقول:
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .
Página desconocida