ولكنه ما استوى على سدة الولاية إلا ووجدها خشبا يبسا كله شظايا، ووجد أن شوك المصاعب يكتنفها من كل صوب، وجيش الهموم يزدحم حوله من كل باب، فأيقن أن الصعوبات التي اجتازها للوصول إلى السدة لم تكن شيئا بجانب التي يلزمه التغلب عليها للثبوت فوق القمة، وأن أقل خطوة مخطئة يخطوها تدهوره حتما إلى الأعماق.
الدكتور كلوت بك .
فأقام لحظة يتبصر في أمره، ويتفرس مليا بالصعاب المحيطة به، فإذا هي:
أولا:
عدم خلوص نية الباب العالي من جهته ومبدأ الديوان القاضي بعدم إبقاء وال على كرسي ولاية مصر أكثر من سنة.
ثانيا:
قيام الدسائس البريطانية حوله، وسعي إنجلترا سعيا حثيثا سرا وجهارا لإسقاطه وتسليم القطر المصري إلى المماليك.
ثالثا:
نزوع جنده إلى الثورات بين حين وحين تحت تأثير شتى المؤثرات.
رابعا:
Página desconocida