82

Muhammad Cali Jannah

القائد الأعظم محمد علي جناح

Géneros

ونخال بعد تقليب السؤالين على شتى الوجوه أن الخلاف بينهما كالخلاف بين القائل: إن الغطاء يطابق آنيته، والقائل: إن الآنية تطابق غطاءها! ... فالمهم أن التوافق قد حصل.

غير أن القائلين بالمصادفة يقولون: إنه حصل بعد مليون سنة ولم يحصل بعد لمحة واحدة، فهل هم على صواب ؟ ومن أين لهم أن تحقيق الغرض مرهون بوقت محدود، يشترط فيه على الدوام أنه وقت قصير؟

إن الفريقين يتفقان ويتقابلان في وسط الطريق، فكلهم يقولون: إن الوظيفة تخلق العضو الذي يؤديها، وإن إرادة النظر هي التي أوجدت أشكالا وألوانا من النواظر.

إرادة النظر تسبق النظر.

حسن ... هذا في بنية حيوان صغير أو كبير، فكيف إذا كانت البنية بنية الكون بما رحب من الآزال إلى الآباد؟ أليست ثمة وظيفة تتبعها أعضاء تناسب المقام؟ أليست ثمة إرادة تتبعها أعمال صالحة لأغراضها؟ أيشترط في الوظيفة التي تسبق العضو أن تكون صغيرة محصورة ويمتنع عليها أن تكون عظيمة غير محصورة؟ أيفرض عليها أن تكون جزءا من الكون ويحرم عليها أن تكون في الكون بما رحب من الآزال إلى الآباد؟

غاية الخلاف بين القائلين بالمصادفة والقائلين بالقصد في التاريخ وفي الحياة العضوية أن الغطاء يطابق آنيته، وأن الآنية تطابق غطاءها.

أو غاية الخلاف على وضع آخر أن المطابقة تمت في عشرات الملايين من السنين، أو هي قد تمت في لمحة وما دونها.

خلاف على العرض لا على الجوهر.

وإذا كانوا مع هذا الخلاف يتفقون على سبق الوظيفة للعضو، وسبق الإرادة للوظيفة، فلا حرج عليهم أن يسموا الوظيفة التي تريد للكون كله بما شاءوا من الأسماء، وليفهم من شاء ما بدا له أن يفهم من القصد، وليفهم من شاء ما بدا له أن يفهم من المصادفة، فإنهما كلمتان، معناهما سواء.

Página desconocida