Muhalhil, el señor de Rabia
المهلهل سيد ربيعة
Géneros
فصاح الحارث ثائرا: «وحق مناة لا ينصرف عني هكذا.»
وكان خبر أسر المهلهل قد ذاع في الجيش وانتشر حتى بلغ النساء في الحي، فعلمت به أم الأغر زوجة الحارث، فأقبلت تسعى في هلع حتى وقفت إلى جوار الشيخ، ثم جعلت تتوسل إليه قائلة: «بعني أخي، امنن علي به، إن قتله لا يعيد بجيرا بل يزيد قلبي جرحا.»
فتردد الحارث وهدأ قلبه قليلا وتحرك مترددا ثم قال: «إذا فليدلني على رجل من قومه أقتله ببجير.»
فذهبت أم الأغر إلى المهلهل ترجوه أن يفعل ما يريد زوجها حتى لا يفتك به. وصمت المهلهل لحظة وهو مطرق، ثم رفع رأسه وقد جال على وجهه ظل ابتسامة، ولكنها كانت ابتسامة غل وحقد، وأشار إلى أقصى الفضاء وكان فيه بعض فرسان من أهل الحفاظ لا يزالون يتجاولون ويتحاربون، وقال للحارث: «أترى ذلك الفارس صاحب العمامة الحمراء؟»
فالتفت الحارث بلهفة إلى حيث أشار المهلهل، وقال: «نعم، فمن هو، وهل هو كفء لولدي؟»
فقال المهلهل: «هو امرؤ القيس بن أبان.»
فما كاد الحارث يسمع اسم الرجل حتى وثب على النعامة وقصد إليه، وما هي إلا لحظات حتى صرعه وقتله، وعاد راكضا فرسه يصيح: «لا خير في تغلب بعد امرئ القيس، ولئن فاتني المهلهل بخداعه فقد اشتفيت بسيد تغلب وشيخها.»
ولم يخل وجه المهلهل من دلالة الارتياح عند ذلك، فقد كفاه الحارث مئونة ابن أبان وخلافه عليه ومعارضته لمشيئته في قومه.
ولما أقبل الليل كان المهلهل طليقا يسير كاسف البال، ويتبع آثار قومه الذين ارتحلوا من قضة هاربين نحو الشمال، وكان كلما مر بشعب من الشعاب رأى جماعة يحملون صريعا أو يعينون على السير جريحا، ويسعون في آثار قومهم بعد الموقعة الطاحنة.
ولم يخل بيت في تغلب بعد يوم تحلاق اللمم من بكاء على قتيل، أو قلق ولهفة على حياة جريح. ولم يقف بهم السير في هربهم حتى بلغوا أكناف السواد من أرض العراق خوفا من غارات بني عمهم المنتصرين.
Página desconocida