Muhalhil, el señor de Rabia
المهلهل سيد ربيعة
Géneros
فأسرعت قائلة وقد خفضت رأسها: «بل أخشاك أنت. إنني لا أخشى عليك؛ فليس في قبائل ربيعة من يتجرأ عليك.»
فزم وائل شفتيه وصمت لحظة، ثم قال كأنه يحدث نفسه: «ليس في ربيعة من يتجرأ علي؟»
ثم تدارك كلمته فضحك وقال: «لا تخشي يا جليلة.»
فنظرت إلى وجهه ورفعت كفيها إلى عارضيه فضمتهما بينهما، وقالت بصوت متهدج: «لم لا تستقر في بيتك حينا؟ لم لا تبقى هنا كما كنت بين أهلك وقومك؟ إنك كل يوم تضرب في أفق جديد، وقد يحملك الصيد إلى مهالك البيد. لست آمن عليك أن تقتحم أرضا فيها عدو لك، ولا آمن أن تبدر منك بادرة فلا تملك نفسك.»
فقال وقد مد يده إلى رأسها، وجعل يمسح بكفه على شعرها: هدئي روعك ولا تطيعي جزعك.
ثم ضمها إلى صدره ضمة أودعها ما في قلبه من المحبة لها.
فقالت جليلة: وماذا عليك لو أقمت اليوم؟ إنك لم تذق راحة منذ أيام، وأولى لك لو بقيت اليوم في منزلك.
فقال وائل مترددا: وما الذي يحملك على هذا القول يا جليلة؟ لقد طالما خرجت وأقمت الأيام في صيدي ولم أر منك مثل هذا الحزن.
وسكت حينا ثم قال ضاحكا: لقد قلت لي هذه الليلة أنك كنت عند عرافة تغلب، وهذه تميمتها قد وضعتها بيدك حول عنقي، ولم أرد أن أعصيك حتى أزيل عنك خوفك، فهل هي التي أمرتك أن تقعديني؟
فحولت عينيها عنه ولم تجبه، فضمها إليه باسما وقال لها: إذن فهي التي حذرتك من خروجي، وأنت تريدينني على الاحتجاب حتى تأذن لي عرافتك.
Página desconocida