La Triple Alianza en el Reino Animal
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
Géneros
إذن أنت لا تعتقد بمنافع الصور والتماثيل؟
الثعلب :
أنا أحب الصور الجميلة، والتماثيل البديعة، ولكن لا أعبدها كما أنني أحب اللبؤات والأفراس، والحمامات الجميلة، ولكني لا أخر ساجدا أمامها، إن العبادة مختصة بالله فقط، فإذا عبدنا الأوراق والجفصين نحط من مقام الخالق، وننقص من مجده، فضلا عن أنني لا أعرف أن أحدا صلى إلى هذه الأوراق الملونة المصونة بالزجاج، وطلب منها شيئا فناله، وأذكر أنني لما كنت صغيرا كانت أمي تحثني على الصلاة، وتقول لي: مهما ابتغيت من العالم فاطلبه من هذه الصورة بقلب متخشع تحصل عليه، فبقي هذا القول مطبوعا على صفحات قلبي إلى أن أخذت في التردد إلى المدرسة، وكنت على جانب عظيم من الكسل، وإيماني بالأوراق زادني كسلا على كسل، حتى إنني كنت آخذ أمثولاتي، وأعود إلى البيت ليس لأدرسها، بل لأغفلها ملتهيا باللعب، وفي المساء كنت أخر ساجدا أمام بعض الصور التي جمعتها أمي، وأصلي بحرارة وإيمان، وتخشع طالبا منها أن تعلمني دروسي في الليل، وأنا نائم كي أقدر على تسميعها في اليوم الثاني، وكنت شديد الاتكال عليها، ولكن وا أسفاه فقد خاب أملي؛ إذ إنني لما كنت أذهب إلى المدرسة، وأقف لتلاوة أمثولاتي لم أكن أعرف شيئا منها، وكنت أعاقب يوميا على كسلي وتهاوني، إلى أن سألني المعلم يوما عما إذا كنت أدرس المفروض علي حفظه؟ فأجبته: كلا. فقال: ولماذا؟ فقلت: لأنني أحسب أن الصور التي في البيت تلقنني دروسي في نومي، فأصبح قادرا على تلاوتها، ولكن قد خاب الرجاء في هذه الصور، نعم يا أسيادي قد صليت وطلبت بحرارة وإيمان عظيمين، وبقلب متخشع منكسر، ولم أنل من الأوراق والجفصين شيئا، وهذه لا شك حالة كل من صلى وصام، فمن ذلك الوقت حقدت على الصور وكسرتها؛ لأنها لم تدم على العهد، ولم تجب طلبي.
الحصان :
أفرغت من هذرك وهذيانك؟ أما كفاك تجديفا وازدراء؟ نريد أن نعرف بكلمة واحدة، ما إذا كنت تعتقد بعبادة الصور أم لا؟
الثعلب :
أليس في كلامي شيء يفهم أم أنا أغني الآن في الطاحون؟ ألم أقل لكم إن صوركم خائنة تنكث بالعهد، ولا تسمع قط تضرعات أحد، ومع ذلك فهل يستطيع الجماد أن يتوسط بين الخالق الحي والمخلوق العاقل، هل تستطيع الأوراق أن تعطينا ما لا نناله بغير الكد والاجتهاد، ومواصلة العمل .
الحصان :
قد أمللتنا بسفاسف أقوالك، وضجرنا منك ومن هذيانك، فلا تطل الكلام أطال الله وجودك، بل جاوب على سؤالنا حالا حالا كالعادة، أتعتقد بعبادة الصور المقدسة؟
الثعلب :
Página desconocida