Juicio a Gilgamesh
هو الذي طغى: محاكمة جلجاميش: في عشر لوحات درامية
Géneros
ذات يوم رآني أحد الصيادين، ثم واجهني يوما ثانيا وثالثا عند مورد الماء. ولما رآني امتقع وجهه، ومضى بطرائده إلى بيته، مذعورا سكنت حركته، شل لسانه، واضطرب جنانه، كست الوجه سحابة حزن وجهامة. فتح الصياد فمه وقال لأبيه.
الصياد (تظهر صورته في أعلى المسرح) :
يا أبت، رجل هبط من الجبل العالي، هو أقوى الناس. شديد البأس، وقوته تشبه قبضة آنو. يتجول فوق الجبل دواما، يلتهم العشب مع الوحش، ولا تبعد قدماه عن النبع. خفت فلم أجرؤ على الاقتراب منه. ردم الحفر التي حفرت. اقتلع الشباك التي نصبت. جعل وحوش البرية تفلت من بين يدي وأتلف عملي. (فتح الأب فمه وقال):
الأب (يظهر في المستوى الأعلى) :
اعلم يا بني أن جلجاميش يقيم في أوروك، أبدا لم يفقه أحد في قوته؛ إذ تشبه في شدتها قبضة آنو، وجه وجهك للملك، وأنبئه بنبأ الجبار؛ ليأمر لك ببغي تصحبها معك إلى البرية، تكسر بقوة شكيمتها قوة ذلك الرجل. وعندما يرد الماء مع الحيوان، دعها تنضو ثوبها ليتلذذ باشتهائها؛ لأنه لو رآها لاقترب منها، وأنكرته الوحوش التي شبت معه في البرية.
الصياد :
انطلقت إلى جلجاميش كما أوصاني أبي، وأبلغته بما سبق أن قلته له، وأجابني جلجاميش كما توقع أبي واستجاب. وغادرت أوروك ومعي كاهنة الحب التي رحت أقودها على الطريق. بلغنا غايتنا في اليوم الثالث، وقبعنا في مخبئنا أنا وبغي المعبد. قضينا اليوم الأول واليوم الثاني عند المورد. جاء الوحش وشرب، وردت حيوانات الماء وارتوت. أما إنكيدو، ابن الفلاة والجبال، إنكيدو الذي يفترس العشب مع الغزلان، ويرد الماء مع الحيوان، فقد رأته البغي. رأت الرجل الوحش، الرجل المفترس الآتي من أعماق البرية. صحت بها: ها هو ذا أيتها المرأة، عري نهديك، اكشفي صدرك، ودعيه يقطف من ثمرك، ويغوص في لذة شهوتك، لا يمنعك الخجل. تلقي سورة نفسه؛ فهو مقاربك إذا أبصرك لأول مرة. اطرحي ثوبك ينطرح عليك. علميه، وهو الرجل المتوحش، صنعة المرأة. وسينكره الوحش تربى معه في البرية، والبهجة تغمرك وتنهال عليك. عرت ثدييها، حررت الصدر، لم تخجل منه، تلقت أنفاسه، بسطت أطراف الثوب، قطف الثمرة، وأرته وهو الوحش الفطري صنع الأنثى والمرأة. ستة أيام مع سبع ليال لم تغفل عينه. لما شبع من اللذة نسي الوطن ومسقط رأسه، ثم توجه لرفاق العمر من الحيوان. قفزت حين رأته وولت هاربة منه الغزلان. نفرت منه وحوش البرية. توقف إنكيدو، خذلته ركبتاه، ثقل عليه الجسد، تعثر في الجري وما عاد كما كان، لكن ثاب إليه العقل، اتسعت آفاق الفهم، فرجع إلى البغي وركع عند قدميها، ثبت عينيه في وجهها، فتح أذنيه ليسمع ما يخرج من فمها من كلمات. (يسلط الضوء عليها، إنكيدو ممدد عند قدمي كاهنة المعبد شمخات، يصغي إليها بانتباه، بينما تكلمه وتضع ذراعها على ظهره وكتفيه وشعره.)
شمخات :
إنكيدو، غبت علي. (إنكيدو صامت يتطلع إلى وجهها.)
شمخات (تربت على شعره وكتفيه) :
Página desconocida