ثم وضع إناء الخمر على شفتيه، وأتى على آخر نقطة فيه.
أما الشعراء الثلاثة رفقاؤه فكانوا ينظرون إليه بدهشة فاتحين أشداقهم، وفي عيونهم غلة لا تروى لهبتها، وبغضة لا تخمد حدتها.
الخلافات
حدث عندما كانت ملكة عيشانا في فراش مخاضها والملك وعيون بلاطه يترقبون نجاتها من آلامها الشديدة، وهم جالسون على أحر من الجمر في قاعة الثيران المجنحة
1
أنه دخل عليهم فجأة رسول مستعجل، وركع على قدمي الملك وقال: «أيها الملك المعظم! إنني أحمل لكم بشائر الفرح وللمملكة ولعبيد الملك أجمعين، ذلك أن محراب
2
الجائر عدوك اللدود ملك البترون قد قضى نحبه.»
فلما سمع الملك وكبار رجال دولته هذه البشرى، نهضوا منتصبين على أقدامهم، وهللوا فرحين؛ لأنه لو طال أجل محراب الجبار سنة واحدة، لغزا أرض عيشانا، وقاد سكانها عبيدا إلى بلاده.
وفي تلك اللحظة دخل طبيب البلاط إلى قاعة الثيران المجنحة، ودخلت وراءه قابلة الملكة، فانحنى الطبيب باحترام للملك، وقال له: «ليعش سيدي الملك إلى الأبد، فها قد رزقك الله طفلا ذكرا سيخلفك على العرش، ويخلد حكمك على شعوب عيشانا عديد السنين.»
Página desconocida