El refinado en lo que ocurre en el Corán de lo árabe

Jalal al-Din al-Suyuti d. 911 AH
7

El refinado en lo que ocurre en el Corán de lo árabe

المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب

Investigador

التهامي الراجي الهاشمي

Editorial

مطبعة فضالة - بإشراف صندوق إحياء التراث الإسلامي

Ubicación del editor

المشترك بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة

وقد رأيت الجويني ذكر لوقوع المعرب في القرآن فائدة أخرى فقال:) إن قيل إن استبرق ليس بعربي وغير العربي من الألفاظ دون العربي في الفصاحة والبلاغة، فنقول: لو اجتمع فصحاء العالم وأرادوا أن يتركوا هذه اللفظة ويأتوا بلفظة تقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا عنها. وذلك لأن الله تعالى إذا حث عباده على الطاعة، فإن لم يرغبهم بالوعد الجميل، ويخوفهم بالعذاب الوبيل، لا يكون حثه على وجه الحكمة، فالوعد والوعيد نظرًا إلى الفصاحة واجب. ثم إن الوعد بما يرغب فيه العقلاء، وذلك ينحصر في أمور: الأماكن الطيبة، ثم المآكل الشهية، ثم المشارب الهنية، ثم الملابس الرفعية، ثم المناكح اللذيذة، ثم ما بعده مما تختلف فيه الطباع. فإذن ذكر الأماكن الطيبة والوعد به لازم عند الفصيح. ولو تركه لقال من أمر بالعبادة، ووعد عليها بالأكل والشرب: إن الأكل والشرب لا ألتذ به إذا كنت في حبس أو موضع كربه فلذا ذكر الله تعالى الجنة ومساكن طيبة فيها، وكان ينبغي أن يذكر من الملابس ما هو أرفعها، وأرفع الملابس في الدنيا الحرير،

1 / 63