غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني لما روى أبو داود ﵁ أن النبي ﷺ كان إذا خرج من الخلاء قال: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني" وروت عائشة ﵂ الله عنها قالت: ما خرج رسول الله ﷺ من الغائط إلا قال: "غفرانك" ويستحب أن يقدم في الدخول رجله اليسرى وفي الخروج رجله اليمنى لأن اليسار للأذى واليمنى لما سواه وإن كان في الصحراء أبعد لما روى المغيرة ﵁ أن النبي ﷺ كان إذا ذهب إلى الغائط أبعد ويستتر عن العيون بشيء لما روى أبو هريرة رضي اللهى عنه أن النبي ﷺ قال: "من أتى الغائط فليستتر فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبًا من رمل فليستتر به ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها" لما روى أبو هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال "إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بغائط ولا بول١" ويجوز ذلك في البنيان لما روت عائشة ﵂ الله عنه أن ناسًا كانوا يكرهون استقبال القبلة بفروجهم فقال رسول الله ﷺ "وقد فعلوها حولوا بمقعدتي إلى القبلة" ولأن في الصحراء خلقًا من الملائكة والجن يصلون فيستقبلهم بفرجه وليس في البنيان ذلك ولا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض لما روى ابن عمر ﵁ أن النبي ﷺ كان لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض ويرتاد موضعًا للبول فإن كانت الأرض صلبة دقها بعود أو حجر حتى
_________
١ رواه مسلم في كتاب الطهارة حديث ٥٩، ٦٠. البخاري في كتاب الصلاة ٢٩. أبو داود في كتاب الطهارة باب ٤. الترمذي في كتاب الطهارة باب ٦. ١٨، ١٩. الموطأ في كتاب القبلة حديث ١.
1 / 55