Conferencias de los literatos y diálogos de los poetas y los elocuentes

Raghib Isbahani d. 502 AH
68

Conferencias de los literatos y diálogos de los poetas y los elocuentes

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Editorial

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٠ هـ

Ubicación del editor

بيروت

وقيل لأبي عمرو: ومثله، فقال: أقبح من هذا أن أقول فأخطىء وأروي فلا أروي. وقال شاعر: إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده ... أطال فأملى أم تناهى فقصّرا وقال الحسين ﵁: لو أن العالم كلّ ما قال أحسن وأصاب، لأوشك أن يجنّ من العجب، وإنما العالم من يكثر صوابه. وقال بعض الفقهاء: العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنة قائمة، ولا أدري فيقتضي اجتهادا. ذمّ من يقول ذلك سئل رجل عن شيء، فقال: لا أدري، ولا أدري نصف العلم فقيل له: لكنه النصف الأخس. وقال آخر: مثل ذلك فقيل له: فقله مرتين تحز العلم كله. وقال آخر ذلك فقيل له: لكن أبوك بالنصف الآخر تقدم. صعوبة جانب العلم قال الخليل (رحمة الله عليه): العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلّك، ثم أنت في إعطائه إياك بعضه مع إعطائك إياه كلّك على خطر. وقيل: لا يتأدّب الرجل حتّى يتجنب الفراش الوطيء «١» والدثار الدفيء. وقيل: لا يدرك العلم من لا يطيل درسه، ولا يكدّ نفسه. وقيل لبعض العلماء: ذللت طالبا فعززت مطلوبا، فقال: من ذلّ طلبه عزّ أدبه. وقال أرسطاطاليس: طالب العلم كالغائص في البحر، لا يصل إلى الجواهر الكريمة إلا بالمخاطرة العظيمة. ترفيه النّفس في طلبه قال النبي ﷺ: إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. وقيل: دار القلب فإذا نشط فأودعه، وإذا فتر فتودعه. وقيل: روّحوا الأذهان كما تروّحون الأبدان، فإنّ العقل المكدود «٢» ليس لرؤيته لقاح ولا لرأيه نجاح. وقيل: نفسك مطيتك إن رفهتها اضطلعت، وإن تحاملت عليها انقطعت.

1 / 72